حضور مُلهم وتأثير عالمي

الإفتتاحية

حضور مُلهم وتأثير عالمي

زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، الرسمية، إلى جمهورية روسيا الاتحادية الصديقة، وما تخللها منذ اليوم الأول من لقاء فخامة الرئيس فلاديمير بوتين، وحضور مأدبة العشاء الخاصة التي أقامها في مقر إقامة فخامته تكريماً لضيف روسيا الكبير، وكذلك افتتاحهما “مركز الشيخة فاطمة بنت مبارك للتعليم” في مدرسة بريماكوف الدولية في موسكو، وانعقاد القمة المشتركة، في اليوم الثاني للزيارة التي يواكبها مظاهر احتفالية تبين ما يكنه الشعب الروسي من محبة وتقدير لسموه.. تشكل محطة تاريخية في مسيرة العلاقات وتأكيداً للصداقة المتينة بين الزعيمين وعمق الروابط التي تجمع البلدين والشعبين والتعاون القائم وآفاقه المستقبلية الواسعة كما تم تأكيده خلال المباحثات الرسمية بين الرئيسين في الكرملين أمس، والتي شملت تعزيز العلاقات خاصة في المجالات التنموية والعمل لتحقيق أهداف الشراكة الاستراتيجية، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وقمة مجموعة “بريكس” ودورها في دعم العمل الجماعي الدولي لتحقيق الأهداف العالمية المشتركة، وهو ما بيّن سموه أهميته مؤكداً “حرص الإمارات على بناء شراكات فاعلة مع مختلف دول العالم وتعزيز العمل الدولي متعدد الأطراف من أجل تحقيق التنمية المستدامة واستثمار كل الفرص المتاحة لما فيه ازدهار شعبها وشعوب العالم”، وذلك في تأكيد لرؤية الإمارات للتعاون الدولي الواجب، وقوة حضورها في كل محفل عالمي، وهو ما تُجمع كافة مكونات المجتمع الدولي وتكتلاته الكبرى على ضرورته لعزيمتها وجهودها البناءة وما تتسم به سياستها من حكمة وواقعية ومعرفة عميقة بكافة الملفات.
صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، أكد خلال استعراض المستجدات الدولية وأوضاع الشرق الأوسط مع فخامة الرئيس الروسي، “نهج الإمارات الثابت في دعم العمل من أجل السلام والاستقرار في العالم بجانب دفع الحلول والمبادرات السلمية للنزاعات والصراعات”، وشدد على “ضرورة العمل من أجل منع توسيع الصراع في المنطقة والذي يهدد أمنها واستقرارها إضافة إلى إيجاد أفق سياسي واضح للسلام العادل والشامل على أساس “حل الدولتين” والذي يضمن الاستقرار والأمن للجميع”، وهي توجهات يقر الجميع بفاعليتها ويؤكد الحاجة إلى تبني مواقف الإمارات الداعية إلى نزع فتيل الأزمات وإنهاء الصراعات، بالإضافة إلى مساعيها الإنسانية شديدة الأهمية دولياً ومنها الوساطة التي أسفرت عن عدة عمليات لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا والتي عبر الرئيس الروسي عن شكره البالغ لسموه وتقديره لجهود الإمارات في سبيل إنجازها.
مشاركة قائد الوطن في الدورة 16 لقمة “بريكس”، التي تستضيفها مدينة قازان الروسية، وتنطلق اليوم، وهي الأولى للإمارات باعتبارها عضواً في “المجموعة”، حدث استثنائي لكون الدولة بموقعها وعلاقاتها المتوازنة تبين في مناسبة متجددة ثقلها كشريك رئيسي لأكبر التجمعات الاقتصادية والسياسية عالمياً ومدى التزامها بالعمل الجماعي للتنمية والازدهار.


تعليقات الموقع