التسامح هوية وطن الإنسانية
تحتفي دولة الإمارات، اليوم، بـ “اليوم الدولي للتسامح” الذي اعتمدته الأمم المتحدة في 16 نوفمبر من كل عام، وهي تقدم للإنسانية النموذج الأكثر فاعلية وتأثيراً على أهمية ترسيخ هذه القيمة النبيلة بكل ما تمثله من ركيزة أساسية في الوطن الأسمى بثوابته وتوجهاته في تاريخ البشرية، وذلك في الوقت الذي تتعاظم فيه الإنجازات بفضل القيادة الاستثنائية والحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، رجل الإنسانية الأول، وصانع أهم محطات تلاقيها وتقاربها، بفعل مبادرات وحرص ورؤية سموه التي تؤكد حاجة المجتمع الدولي الماسة للسلام والتسامح وإقامة علاقات بناءة تستند إلى القيم والانفتاح وقبول الآخر، وهي عزيمة قائد تنتصر بها البشرية على الكثير من التحديات، وتستمد منها الأمل بالنجاح، وتؤكد من خلالها الإمارات مكانتها كصوت للضمير العالمي عبر مواقفها التي تثري الفكر الإنساني معززة الإيمان بأهمية وفاعلية قيمة التآخي وما يمكن أن تنتجه من سلام واستقرار وثقة بحاضر ومستقبل الأجيال لدى كافة الشعوب.
رسالة الإمارات العالمية المبهرة والعميقة المعاني، والفعاليات التي تنظمها، مثل المهرجان الوطني للتسامح الذي تتواصل أعمال دورته السادسة حتى 18 من الشهر الجاري، وغيره من قبيل “المؤتمر الدولي لحوار الحضارات والتسامح”، و”قمة التحالف العالمي للتسامح”، تؤكد دورها المحوري والرئيسي في تعزيز نهج الاعتدال، ونشر ثقافة التسامح حول العالم، كما أن ما تطلقه من جوائز عالمية للاحتفاء بإنجازات الأفراد والكيانات التي تصب في مصلحة تعزيز التعايش السلمي، وغير ذلك الكثير.. يعكس مدى التزام الإمارات الثابت في مواصلة البناء على مسيرتها والإضافة إلى نموذجها الذي يرسخ موقعها ضمن أفضل دول العالم في مؤشرات التنافسية الخاصة بالتسامح والتعايش، فالإمارات أهدت الإنسانية أبرز المحطات المحفزة على تحقيق الأفضل، ومنها “وثيقة الأخوة الإنسانية”، التي وضعت إطاراً لدستور عالمي نحو عالم متسامح، وتدشين بيت العائلة الإبراهيمية على أراضيها، وتخصيص 2019 عاماً للتسامح، واستحداث أول وزارة للتسامح والتعايش في العالم، بالإضافة إلى ما تحفل به من تشريعات وقوانين غاية في الأهمية لتحصين الكرامة الإنسانية، ومكافحة التمييز والكراهية والعنصرية، وكذلك قيادة الجهود خلال رئاستها مجلس الأمن الدولي في يونيو 2023 لاعتماد القرار التاريخي رقم 2686 بشأن التسامح والسلام والأمن الدوليين، ونشر قيم التسامح والتعايش السلمي.
بفضل حرص القيادة الرشيدة، فإن كل ما في مسيرة الإمارات منذ تأسيها تجسيدٌ لقيم نبيلة جوهرها يصدح بالمحبة والتآخي، وأصبحت الدولة بفعلها منارة العصر وواحة الحياة الأجمل وعاصمة الإنسانية التي تسارع الأمم الطموحة للاقتداء بها، وخاصة أن مجتمعها بنسيجه المتعدد من خلال احتضان مقيمين من أكثر من 200 جنسية يقدمون أرقى صور التعايش، يثبت أنها الأكثر تميزاً بخصالها وقيمها.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.