المجتمع الإماراتي يؤمن بقيمة كل فرد فيه برغم الاختلافات أياً كانت، عرقية أو جسدية أو دينية أو اللون

إنها دولة التسامح

الرئيسية مقالات
محمد خلفان الصوافي:كاتب إماراتي

إنها دولة التسامح

 

 

حقاً، أنها دولة التسامح، هكذا سأصف دولة الإمارات إذا ما سألت عنها؛ وأظن أن كل شخص موضوعي لن يختلف معي في ذلك الوصف، على الأقل لأن هناك جملة من المواقف والسلوكيات ليس من السهولة إحصاءها التي تؤكد أن الإمارات هي الدولة الأكثر والأنشط عملاً وتشريعاً على المستوى الدولي من أجل تخفيف الشحن النفسي الإنساني في العالم ضد الآخر بل والدعوة نحو الاعتدال والعيش المشترك بين الناس.
قد يبادر أحد ليقول بأن هناك دول أخرى سبقت الإمارات في ذلك أو على الأقل لا تَقل جهودها عما تفعله الإمارات وهو في ذلك محق، ومع ذلك بالنسبة هناك مجموعة من المتغيرات ترجح كفة الإمارات عن غيرها من الدول.
إن حكمي على أن الإمارات هي الدولة الأولى في العالم من حيث التسامح مبني على عدد من الجهود العملية على أرض الواقع، وهذا الحكم أو التقدير مبني كذلك على عالمية النشاط الدبلوماسي وكذلك على جغرافية منطلق الحكم، فدولة الإمارات تقع في أكثر منطقة في العالم تشهد حالة من العنف السياسي ومبني على جرأة المواجهة مع المتطرفين والمتشددين بل، وعلى الشجاعة السياسية في الإعلان عن مواقفها والوقوف مع المكافحين لعمليات التشدد والإرهاب سواءً أشخاص أو مؤسسات من خلال المبادرة في خلق بيئة عالمية تصلح لأن يعيش الجميع فيها، ومبني على بناء نمط ناجح قابل للاستنساخ والتطبيق، ومن هذه الجهود الآتي:
1- سجلها التاريخي العظيم في التسامح الإنساني الذي بدأ مع تأسيس الدولة مكنها في أن تضمن لنفسها موقعاً ضمن الدول العشرين الكبار في مؤشرات التنافسية العالمية الخاصة بالتسامح والتعايش؛ وهذا بلا شك ليس بالأمر السهل والهين بقدر ما أنها نتيجة لمجموعة من المعايير والمؤشرات التي يتم بها قياس هذا السلوك أو النهج الدبلوماسي والسلوك البشري، ولقد أنشأت الإمارات مجموعة من المؤسسات لمكافحة التمييز والتطرف مثل: مركز هداية عام 2013، ومجلس حكماء المسلمين عام 2014 والمؤسستين لهما نشاط دولي في مجال تعزيز السلم في المجتمعات العالمية وتتشكل من أعضاء على مستوى العالم.
2- على المستوى المحلي أصدرت الإمارات مرسوماً لمكافحة الكراهية في عام 2015 وبعدها بعام واحد فقط استحدثت أول وزارة في العالم وهي وزارة التسامح؛ بل أسست معاهد وجامعات مثل: جامعة محمد بن زايد التي تمنح شهادات في ثقافة التسامح وتدرس أسس العيش الإنساني المشترك، ووصل الأمر بهذه الدولة، في نشاطها أن تستضيف قمة تاريخية جمعت بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ممثلاً عن المسلمين وقداسة البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية عام 2019 نتج عنها وثيقة الأخوة الإنسانية التي تعتبر بمثابة “دستور عالمي” يرسم خريطة طريق التعامل الإنساني، أضف إلى ذلك أن الإمارات دشنت منصة للبيت الإبراهيمي الذي يعتبر المكان المناسب للحوار الفكري حول التقارب بين الأديان السماوية الثلاث.
3- إن ارتباط تاريخ الإمارات باستضافة مواطني دول أخرى في العالم له علاقة بالبيئة العامة القائمة على ثقافة احترام أفراد هذا المجتمع بالإنسان برغم اختلافه عن الآخر وهذه النقطة هي التي جعلتها الدولة الأكثر استقبالاً للوافدين الذين يتجاوز عددهم اليوم عن 10 مليون إنسان يحملون أكثر من 200 جنسية في العالم، بل نجاحها في هذه الاستضافة لا يكمن في قبول الآخر فقط بقدر ما هي الاعتراف به رغم اختلافه لذا وفرت لهم أسباب ممارسة حياتهم الطبيعية والدينية وفق القانون، وربما هذا الأمر هو الذي أدى لأن يكون المجتمع الإماراتي يؤمن بقيمة كل فرد فيه برغم الاختلافات أياً كانت نوعها: عرقية، أو جسدية (ذوي الاحتياجات الخاصة)، أو دينية أو اللون.
في اعتقادي أن الإمارات تفعل كل ذلك ليس فقط من أجل مجتمعا وبيئتها الداخلية وإنما هدفها الأسمى ورسالتها الكبرى تكمن في: بناء مجتمع عالمي يتسم بالتسامح والهدوء وتقليل حالة العنف فيه ويعتمد على الحوار والتفاوض باعتباره أداتي حل الخلافات، وتفعل هذا أيضاً لأجل تشكيل نموذج مجتمعي نموذجي قابل للتطبيق حالها كحال قصتها التنموية كي تلهم المجتمعات الإنسانية الأخرى لتبني هذه النهج الذي أكد أنه الأفضل لبيئة عالمية للحفاظ على الإنسان.


تعليقات الموقع