الإمارات وإفريقيا الوسطى.. شراكة اقتصادية شاملة

الإفتتاحية
الإمارات وإفريقيا الوسطى.. شراكة اقتصادية شاملة

الإمارات وإفريقيا الوسطى.. شراكة اقتصادية شاملة

انطلاقاً من توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، ورؤية سموه الهادفة لعالم أفضل، فإن دولة الإمارات تواصل البناء على نموذجها المتميز في إقامة أفضل العلاقات مع جميع الدول التي تشاركها التطلعات في التنمية وتحقيق التقدم، وتعمل لكل ما فيه خير الشعوب، كما أكد سموه خلال استقبال فخامة فوستان آرشانج تواديرا رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى الصديقة، مبيناً سموه: “حرص الإمارات على مواصلة بناء شراكات تنموية مع الدول الأفريقية من أجل مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة لشعوبها والعالم”، وكذلك تأكيد سموه بمناسبة حضوره وضيف البلاد، توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين، وتهدف إلى تعزيز التجارة البينية وفرص الاستثمار خاصة في القطاعات الرئيسة، وإعلان عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في عدة مجالات، على ما تمثله من داعم لتحقيق التطلعات المتبادلة بقول سموه: “نتطلع إلى أن يشكل توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مرحلة جديدة في علاقات دولة الإمارات وجمهورية إفريقيا الوسطى في ظل رؤيتهما المشتركة للنمو والتنمية المستدامة، لتحقيق منافع اقتصادية ومجتمعية متبادلة”، ومشيراً سموه “إلى أن الاتفاقية تستهدف فتح آفاق جديدة للتجارة والاستثمار والتعاون لتحقيق مصالح مجتمعينا”.. وهو ما يبين أهمية “الاتفاقية” لكونها تمثل محطة نوعية في مسيرة العلاقات، وتأتي تتويجاً للتعاون المتسارع بين الدولتين “252 مليون دولار حجم التجارة غير النفطية عام 2024، بنسبة نمو 75% مقارنةً بالعام السابق”، وسوف تسهم في تعزيز التجارة الثنائية لتتجاوز 3.67 مليار درهم خلال الـ”5 إلى 7” سنوات القادمة، وتعكس كذلك رؤيتهما المشتركة للتنمية المستدامة، كما تبين حرص الإمارات على توسيع نطاق شبكتها التجارية العالمية لرفع إجمالي التجارة غير النفطية إلى 1.1 تريليون دولار بحلول العام 2031، وما يتحقق بفعل ذلك من نتائج نوعية، إذ أسهم البرنامج في زيادة إجمالي التبادل التجاري للدولة، إلى أعلى مستوياته العام الماضي مسجلاً 816 مليار دولار، بزيادة 14.6% عن العام 2023.
الارتقاء بعلاقات التعاون واستكشاف المزيد من الفرص التنموية وزيادة الشركاء، وتعزيز جسور التواصل مع مختلف الدول، نهج ثابت في سياسة الإمارات، وتعكس أهميته ما تحظى به من احترام وتقدير على امتداد الساحة الدولية، والثقة المطلقة بنموذجها وتؤكده كذلك مكانتها المرموقة وسعي دول العالم لتعزيز الشراكات معها، لمسيرتها الملهمة وما تقدمه من نموذج يقتدى بإنجازاته ورؤيته الاستشرافية وقوة الاستعداد للمستقبل.. وهو ما يتجسد في العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين الإمارات والدول الإفريقية، والتي تحظى بحرص متبادل على تنميتها، في الوقت الذي تقف فيه الإمارات دائماً مع تطلعات شعوب القارة السمراء وتعمل على دعم مسارات التطوير في المجالات الحيوية فيها بمشاريع عصرية وعملاقة، كما تعزز استجابتها الإنسانية خلال الأوقات الصعبة لدعم الدول المحتاجة فيها.


Leave a Reply