أهمية التلقيح من “كورونا”

الإفتتاحية

أهمية التلقيح من “كورونا”

قدمت دولة الإمارات في كافة مراحل المواجهة مع فيروس “كورونا المستجد” منذ ظهور الجائحة في مدينة ووهان الصينية نهاية ديسمبر العام 2019، أدلة عظيمة على حجم الإنجازات المسجلة في مواجهة عدو خفي تنقل في جميع دول العالم، وسبب من المآسي والخسائر الكثير في أغلب دول العالم، وقد تميزت الاستراتيجية الوطنية المحكمة في تحقيق نجاحات جعلت الانتصار على الوباء بشكل تام يقترب كثيراً، وفي كل مرحلة كانت الخطط والمبادرات والتوعية والتوجيهات التي لاقت تجاوباً كبيراً من قبل المجتمع الإماراتي بجميع مكوناته في تجسيد حضاري للالتزام بالمسؤولية الواجبة من قبل الجميع وأهمية دور كل فرد في المواجهة التي تميزت بالعمل الجماعي والحرص على ضمان الأمن الصحي للمجتمع، فكانت المراحل تناسب كل فترة من المواجهة، واليوم مع التأكيد على أهمية تلقي اللقاح الخاص بالفيروس، فإن ذلك يعتبر المرحلة المتقدمة ومن الأهم في مكافحة الفيروس، مع التأكيد أن الجهود الإماراتية قد سرعت الحصول على اللقاح وجعلته متاحاً للجميع في وقت قياسي بعد تجارب شارك فيها عشرات الآلاف في مختلف المراحل وأكدت فاعليتها ومتانتها المستوفية لجميع الشروط، في الوقت الذي لا تزال الكثير من الدول تعيش حالة الارتباك والتفكير بكيفية التعامل مع الإصابات والحالات الجديدة التي يتم تسجيلها مع الحديث العالمي عن موجة ثانية وسلالة متحولة من الفيروس، ولاشك أن المؤشر الأكبر يتمثل في تزايد أعداد المتجاوبين مع الحملة الوطنية للتلقيح والذي يقترب من الـ900 ألف متلقي للقاح بينهم أكثر من 61 ألف متلقياً خلال الـ24 ساعة الأخيرة، إذ يبين هذا النجاح الذي تم تأمينه بفضل قيادتنا الرشيدة وجهودها اللامحدودة لجميع المقيمين على أرض دولة الإمارات المباركة مدى الفاعلية التي يتم العمل بها، وبإجراءات مبسطة مع تخصيص المراكز اللازمة المجهزة بكل ما يلزم لاستقبال الآلاف من الذين يتقاطرون باتجاه تلقي اللقاح، وذلك من حيث الحفاظ على الإجراءات الوقائية والاحترازية وإجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من مدى تقبل كل متقدم لتلقي اللقاح ومناسبة وضعه الصحي لذلك، واليوم فإن تلقي اللقاح بات واجباً على الجميع سواء لصحتهم أو لسلامة مجتمعهم أو لدعم الجهود الجبارة التي تقوم بها الجهات المختصة على الصعد كافة للقضاء على الفيروس واجتثاثه بشكل تام، وبالتالي فإن كل من يقدم على تلقي اللقاح يقوم بواجب إنساني وأخلاقي سواء لسلامته أو ليكتسب شرف الجهود التي تتم لمنع تفشي الوباء، خاصة أننا في وطن أكد دائماً أن الإنسان هو الأهم وسخر كافة السبل والموارد ليكون في أفضل حال، وسوف يدون التاريخ باعتزاز كيف تمكنت الإمارات من مقارعة الوباء الأصعب في تاريخ البشرية والانتصار عليه بخطة وطنية محكمة تبين من خلالها قوة الاستراتيجيات والخطط والمبادرات التي تم العمل عليها.


تعليقات الموقع