“بيئة رأس الخيمة” تتوسع في زراعة أشجار القرم في الأراضي الرطبة

الإمارات

 

أولت هيئة حماية البيئة والتنمية برأس الخيمة أهمية كبيرة لأشجار القرم “المانجروف” نظرا للدور الذي تلعبه كموائل طبيعية للكائنات البحرية والأسماك ومناطق تعشيش الطيور المحلية والمهاجرة في مناطق الأخوار والمناطق الرطبة.
فقد بدأت الهيئة العمل في مشروع إنشاء مشتل لزراعة أشجار القرم “المانجروف” بالتزامن مع إعلان محمية خور مزاحمي كمحمية طبيعية حيث يتم توزيع هذه الشتلات على مختلف سواحل الإمارة فضلا عن زيادة رقعة الغطاء النباتي في المحمية ويتم تنفيذ هذا المشروع سنويا خلال الفترة بين شهري أغسطس وسبتمبر والذي يعد من أبرز مشاريع الهيئة في المحمية لكون أشجار القرم “المانجروف” تمثل بيئة حضانة لصغار الأسماك.
ويغطي نبات القرم نسبة مقدرة من مساحة الأخوار في رأس الخيمة لا سيما محمية المزاحمي حيث أكدت نتائج تلك الدراسات حاجة المنطقة إلى إعادة تأهيل الأنظمة البيئية المتدهورة وضمان استعادة الأنواع المهددة والحساسة بها والتي من ضمنها زراعة نبات القرم واستعادة توطين نسر السمك إذ تسعى الهيئة إلى رفع مستوى الوعي البيئي في الإمارة وتعزيز برامجها التوعوية بهدف نشر المعرفة بين أكبر عدد من أفراد المجتمع وتعزيزا لأهدافها الاستراتيجية المتمثلة بمشاركة قطاعات المجتمع في الرقابة والتوعية البيئية.
ونبات القرم من النباتات الشاطئية التي تنمو عند الحد الفاصل بين البحر واليابسة في المناطق الحارة والمدارية وتتميز بقدرتها على مقاومة الظروف البيئية الصعبة التي تعجز عن مواجهتها معظم النباتات الأخرى وهو نبات يشارك في تشكيل نظام بيئي وحيوي متكامل حيث يوفر مأوى للطيور المهاجرة التي تتغذى في البيئة الخصبة والزاخرة بأنواع الأحياء البحرية القشرية والصدفية مثل القبقب وأنواع المحار وتحتمي الأسماك الصغيرة بين الجذور لأشجار القرم كما أن هذه الجذور تلعب دورا أساسيا في تثبت تربة الشواطئ الطينية لتحميها من التآكل كما تفضل الأسماك الالتجاء إليه عند وضع بيوضها.
ويعد القرم الرمادي نوع من أنواع القرم وهو أهم النباتات الشاطئية التي تنمو بكثرة على سواحل دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تعيش على الماء المالح وعلى مستوى العالم يوجد حوالي 80 نوعا من هذه النباتات وتنتمي إلى 18 فصيلة و23 جنسا موزعة حول المناطق الاستوائية وتحت الاستوائية في العالم.
والقرم شجرة قائمة تصل إلى 11 مترا في الارتفاع وأكثر أوراقها متقابلة رمحية إلى بيضاوية وحادة القمة وذات لون فاتح باهت من أسفل عليها العديد من البلورات الملحية والأزهار ذات قمة مستديرة وترى هذه الشجيرات محاطة عادة بنباتات قائمة رأسية عديمة الأوراق تشبه السيقان تخرج من الجذور التنفسية بغرض تزويدها بالأوكسجين وهي تساعد القرم على التأقلم مع هذه البيئة شديدة الملوحة شحيحة الأوكسجين.
ونظمت هيئة حماية البيئة والتنمية برأس الخيمة عددا من الفعاليات دعما للبيئة البحرية كمبادرة هي الأولى من نوعها على مستوى الإمارة تضمنت زراعة نحو 640 شجرة قرم داخل محمية خور المزاحمي في إطار مبادرات دعم استدامة الثروة السمكية وتماشيا مع استراتيجية حكومة رأس الخيمة 2030 التي تستهدف تحقيق الاستدامة وتعزيزا لأهداف الهيئة الاستراتيجية التي تتضمن حماية التنوع الحيوي والموائل الطبيعية في الإمارة.
كما استضافت الهيئة في وقت سابق مجموعة من طلاب المدارس حيث تم زراعة 500 شجرة قرم في محمية خور المزاحمي إذ أسهمت هذه المبادرات في ترسيخ القيم الأصيلة لدى الطلبة وتأصيل ذلك في الأجيال الناشئة وذلك استكمالا لدور حكومة رأس الخيمة بالمحافظة على بيئة مستدامة من خلال تطبيق الأفكار والمبادرات التي تسهم وتعزز الابداع والابتكار في المجالات كافة لا سيما البيئية.وام

 

 


تعليقات الموقع