حققت جامعة الإمارات العربية المتحدة إنجازات غير مسبوقة خلال العام الماضي في ظروف استثنائية عالمية نتيجة جائحة فيروس كورونا المستجد ” كوفيد-19 ” تنوعت بين المساهمة في إيجاد حلول علمية ومبتكرة لمكافحة الفيروس و مواصلة العملية التعليمية عن بعد تماشيا مع توجهات الدولة والقيادة الرشيدة بالإضافة إلى المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي للدولة عبر طرح برامج علمية في هذا المجال وتعزيز البحث العلمي خاصة في مجال الفضاء والتصنيع والذكاء الاصطناعي علاوة على تطوير المخرجات الأكاديمية.
وبفضل التخطيط السليم والبنية التحتية المهيأة استمرت العملية التعليمية في الجامعة بهمة عالية وطموح كبير تماشيا مع توجهات الدولة والقيادة الرشيدة في استمراية التعليم “عن بعد” لكافة القطاعات التعليمية بالدولة حيث أعلنت جامعة الإمارات عن مجموعة من التعليمات والتوجيهيات فيما يتعلق بتعلم الطلبة “عن بعد”، في إطار الإجراءات الوقائية والاحترازية لضمان الحفاظ على سلامة الطلبة من بينها الاستمرار في طرح جميع المحاضرات عن بعد خلال الفصل الدراسي الثاني بالإضافة إلى الفصل الصيفي من العام الأكاديمي 2019 – 2020 فيما قامت الكليات بتقييم أداء طلبة التدريب الميداني والتدريب العملي للفصل الدراسي الحالي من خلال الفترة التي قضوها في التدريب ووفق ما يتم تكليفهم به من مهام وأعمال إضافية عبر الانترنت لاستكمال متطلبات التدريب كما تمكن الطلبة من استكمال المساقات ذات الطبيعة العملية مثل المختبرات أو التدريب العملي أو الدراسات الميدانية أو مناقشة مشاريع التخرج والرسائل الجامعية عبر وسائل مناسبة للتعلم عن بعد .
وساهمت الجامعة خلال عام 2020 بفاعلية في تحقيق طموحات الدولة و رؤيتها الاستراتيجية في تعزيز البحث العلمي، وتوظيفه في خدمة المجتمع، وخلق مجتمع المعرفة، والتوسع في مجالات التصنيع والذكاء الاصطناعي، و ربط جسور المعارف بين التخصصات المختلفة ببيئة تعليمية تحاكي طبيعة عمل القطاعات الصناعية، في ظل متطلبات عصر الثورة الصناعية الرابعة.
وحصلت الجامعة على المرتبة الأولى على مستوى الدولة بناءً على تصنيف التايمز للتعليم العالي و المرتبة 38 في تصنيف الجامعات الآسيوية عام 2020، وبناءً على تصنيف QS العالمي لعام 2021، واحتلت المرتبة 284 على المستوى الدولي من بين أفضل 5 جامعات في المنطقة العربية، كما حصلت على أعلى نسبة في مجال نشر الأبحاث العلمية كرابع مؤسسة في جامعات العالم العربي، وتم إدراجها لأول مرة في تصنيف جامعة Leiden، ضمن أفضل الجامعات في العالم، باستخدام مجموعة من المؤشرات في تصنيف الجامعات، باعتبارها من أفضل مؤسسات الدولة في التعليم الجامعي و العالي و البحث العلمي، من حيث استخدام معايير جديدة في التصنيف، والتي ارتكزت على الأوراق و الأبحاث العلمية و بالتالي إنتاج تصنيفات ومعايير مختلفة ومتعددة.
واستطاعت جامعة الإمارات أن تحقق عام 2020 نقلة نوعية في تطوير مخرجاتها الأكاديمية، سواء في مجال البكالوريوس أو الدراسات العليا، في ظل تطوير سياسة القبول، حيث بات الحرم الجامعي يضم أكثر عن 12 ألف طالب وطالبة في التخصصات الأكاديمية، إلى جانب مواكبة تطورات الأحداث العالمية في مواجهة جائحة كورونا، من خلال التعليم الهجين وتطوير آليات المحاضرات والامتحانات، حيث بلغ عدد طلبة الدراسات العليا 1147 طالباً وطالبة، منهم 343 في الدكتوراه، و804 في الماجستير.
و أولت الجامعة اهتماماً كبيراً لمجالات البحث العلمي لأعضاء هيئة التدريس والطلبة، مما ساهم في إنتاج 1505 منشورات بحثية، وأجازت تمويل 105 بحوث علمية، وتم تصنيف الجامعة في المرتبة الأولى على مستوى الدولة بناءً على العدد الإجمالي لمنشورات البحث العلمي، بما يلبي خطط وطموحات إدارة الجامعة، استجابة للخطط التنمية الوطنية ومتطلبات سوق العمل .
وأقامت الجامعة تعاوناً بحثياً دولياً مع العديد من الجامعات العالمية والمعاهد العلمية والمراكز البحثية المرموقة بما يعكس جودة نتائج البحث أيضاً في نسبة الأبحاث العلمية التي تم نشرها في المجلات ذات التصنيف الأعلى وزادت في عام 2020 إنتاجية البحث بأكثر من 30% مقارنة بسجلات عام 2019 وأنجزت 31 دراسة بحثية تتعلق بجائحة كوفيد-19، ساهمت بشكل كبير في التعرف على ميكانيكية وفهم الفيروس، وذلك في إطار دور الجامعة لتحقيق مستهدفات الأجندة الوطنية للدولة من خلال تأسيس شراكات قوية مع المؤسسات، والمنظمات والهيئات في القطاع الصحي محلياً وعالمياً، لتقديم حلول علمية تساعد في اتخاذ القرارات الاستراتيجية المنوطة بالجهات المعنية حيث تدعم الجامعة الأفكار المبتكرة التي تؤدي إلى الاختراعات، وحماية هذه الأفكار من خلال براءات الاختراع، لضمان حقوق الملكية الفكرية، إذ شهد العام الماضي تسجيل 40 براءة اختراع، ومنح 31 براءة اختراع.
كما يعتبر دعم جهود البحث العلمي والابتكارات والمشاريع في مجال الفضاء أحد أهم أهداف خطة الجامعة الاستراتيجية، وتشير هذه الاستراتيجية إلى أهمية قطاع الفضاء باعتباره محور بناء مستقبل دولة الإمارات الذي يعتمد على قطاع التكنولوجيا المتطورة وذلك من خلال إتاحة الفرصة وإعداد البيئة المناسبة للأجيال القادمة من علماء ومهندسي الفضاء لاكتشاف مجالات العلوم المتنوعة والمساهمة في بناء الكفاءات والمهارات للكوادر الوطنية و إعطاء الفرصة لطلبة الجامعات بالمشاركة في الأبحاث العلمية المرتبطة بالأقمار الاصطناعية.
و تولي جامعة الإمارات مجالات الذكاء الاصطناعي اهتماماً نوعياً خاصاً من خلال برامج كلية تقنية المعلومات وكلية الهندسة وتعزيز توجهاتها المستقبلية في إطار التطور المستمر في البحث العلمي لبناء كوادر وطنية متخصصة في مختلف مجالات الذكاء الاصطناعي في الدولة لتعزيز تطور ونمو قطاع تقنية المعلومات لخدمة استدامة بناء الاقتصاد المعرفي.
وأعلنت جامعة الإمارات خلال عام 2020 عن طرح عدد من البرامج منها برنامج “بكالوريوس العلوم في هندسة الطيران” وبدأ القبول فيه اعتباراً من الفصل الدراسي الحالي وسجل في البرنامج 69 طالباً وطالبة، علاوة على برنامج بكالوريوس جديد في الإحصاء وتحليل البيانات في كلية الإدارة والاقتصاد، الذي يعنى بالمفاهيم والأساليب والأدوات المستخدمة في جمع البيانات ومعالجتها وتحليلها، وبرنامج ماجستير تغذية الإنسان الذي تم طرحه بالتعاون مع كلية لندن الجامعية (UCL) اعتباراً من الفصل الدراسي الأول.
وتطرح جامعة الإمارات حاليا 33 برنامج ماجستير ودكتوراه في إدارة الأعمال، ودكتوراه الفلسفة في القانون، ودكتوراة الفلسفة العامة في 7 كليات إضافة إلى برنامجين جديدين هما ماجستير في تغذية الإنسان وماجستير في علوم الفضاء، وبلغ عدد رسائل الماجستير التي أجازتها الجامعة في العام الماضي 48 أطروحة دكتوراه و رسالة ماجستير بعد مناقشتها “عن بُعد”، كما نشرت الجامعة 718 رسالة وأطروحة، بموجب 547 رسالة ماجستير و 171 رسالة دكتوراه، في المنصة الإلكترونية، التي تعد مصدراً للحفاظ على الأعمال البحثية التي تنتجها الجامعة.
وأنجزت الجامعة بالتعاون مع مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم مشروع بناء مقياس السلوك التكيفي، هو الأول من نوعه على مستوى الدولة، بما يتناسب مع البيئة الإماراتية، وفق الأسس والإجراءات العلمية لتطوير وتقنين المقاييس النفسية، وصممت مختبرات خاصة لتطوير تقنيات فائقة في مشروع ” ديستريكت 4.0 ” بهدف استدامة البنية التحتية للأبحاث العلمية ودمج الثورة الصناعية الرابعة في المناهج مما يحاكي طموحات الدولة في تعزيز البحث العلمي النوعي وتوظيفه في خدمة المجتمعات، ويعد هذا المشروع واحداً من أكبر المشاريع التي تطلقها مؤسسة أكاديمية في الخليج العربي، ويتجاوز الحدود الأكاديمية التقليدية، وسيرفد سوق العمل بالكوادر الوطنية القادرة على تلبية طموحات الدولة في التوسع في مجالات التصنيع والذكاء الاصطناعي ببيئة تعليمية تحاكي طبيعة عمل القطاعات.
كما تم الإعلان عن إنشاء “مركز فاطمة بنت مبارك لأبحاث الأمومة والطفولة” بهدف سد الفجوة في مجال المراكز البحثية المختصة في مجال الأمومة والطفولة في الدولة.
وأطلقت جامعة الإمارات العربية المتحدة “جائزة جامعة الإمارات للخريجين” في دورتها الأولى في تأكيد منها على تعزيز استراتيجيتها في تحقيق علاقة متبادلة ومباشرة بين الجامعة وخريجيها تقديراً لإنجازاتهم باعتبارهم أحد أهم الشركاء الاستراتيجيين في المبادرات الرئيسية بالجامعة، وداعم رئيسي للطلبة ومجتمع الجامعة في تبادل المعرفة والخبرة حول قصص نجاحهم وإنجازاتهم لا سيما وأن عدد كبير منهم يشغل مناصب قيادية وإدارية داخل وخارج الدولة، وبهدف توطيد واستمرار العلاقة مع خريجي الجامعة.
وتمتلك جامعة الإمارات مراكز بحثية مهمة منها مركز الإمارات لأبحاث السعادة، والمركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، ومركز زايد بن سلطان آل نهيان للعلوم الصحية، ووحدة دراسات وبحوث تنمية النخيل والتمور، والمركز الوطني للمياه والطاقة، ومركز الإمارات لأبحاث التنقل، ومركز جامعة الإمارات للسياسة العامة والقيادة، ومركز خليفة للتقانات الحيوية والهندسة الوراثية، ومركز الإمارات لتقييم مخرجات التعلم.
وأطلقت الجامعة و وزارة التربية والتعليم مشروع “برنامج التعلم المزدوج” ضمن تعاون مشترك يستطيع من خلاله طلبة التعليم العام دراسة مساقات في الجامعة أثناء دراستهم في الحلقة الثالثة حيث باشر 121 طالباً ضمن برنامج التعلم المزدوج بدراسة ثلاثة مساقات بالجامعة هي: رياضيات التفاضل والتكامل، والفيزياء، والكيمياء، بعد إجراء اختبار تحديد مستوى لهؤلاء الطلبة من قبل لجنة مشتركة من الجامعة و الوزارة تساعدهم على الالتحاق بالبرنامج.
ويمكن برنامج التعلم المزدوج الطلبة من التعرف على طبيعة المساقات والدراسة بالجامعة واحتياجات ومتطلبات التعليم العالي من خلال تجربة دراسة بعض المساقات الجامعية وهو لايزال على مقاعد الدراسة في الحلقة الثالثة .. كما يحظى طلبة التعليم العام بمجموعة متنوعة من الخدمات ووسائل الدعم في الجامعة، ويتعرفون خلال دراستهم في البرنامج على طبيعة الدراسة في التعليم العالي ومتطلباته كما أن هذه الساعات التي ينجزها طلبة الحلقة الثالثة ستحتسب لهم ضمن الساعات المعتمدة عند التحاقهم بالجامعة مما يسرع في تخرجهم والالتحاق بسوق العمل.
وفي إطار حرص الجامعة على إيجاد حلول علمية ومبتكرة للمساهمة في مكافحة الجائحة العالمية كوفيد-19 أطلق منتزه جامعه الامارات للعلوم والابتكار مبادرة “صناع ضد كوفيد 19″، التي جاءت تأكيداً على دور الجامعة في دعم القطاع الطبي بالدولة في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم في مواجهة هذا الوباء، وتهدف المبادرة إلى تشجيع أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة على الإبتكار العلمي والعملي في مجتمع الصناعة لدعم جهود دولة الإمارات في مكافحة انتشار فيروس كورونا والسيطرة عليه.
وتسهم جامعة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها الجامعة الوطنية الأم في الدولة بدور كبير وملحوظ في تحقيق الأمن الغذائي للإمارات حيث تؤكد دوما أن البحث العلمي والاقتصاد المعرفي هما أساس بناء التنمية المستدامة لمنع حدوث نقص في الغذاء مستقبلاً وكذلك لمعالجة التحديات مثل الجفاف والتصحر، وغيرها من المشاكل التي تعوق توافر الأمن الغذائي و تسهم في تعزيز الأمن الغذائي بالدولة من خلال الشراكات مع المؤسسات والهيئات العلمية المحلية والعالمية .
وفي هذا الإطار تطرح كلية الأغذية والزراعة 11 برنامجاً علمياً للمرحلة الجامعية ومرحلة الدراسات العليا ضمن ثلاثة أقسام علمية هي: قسم الزراعة التكاملية، وقسم الأغذية والتغذية والصحة، وقسم الطب البيطري وهنالك أكثر من 600 طالب وطالبةً في المرحلة الجامعية الأولى ممن التحقوا ببرامج الكلية و57 طالباً وطالبة في برامج الماجستير والدكتوراه.
ويطرح قسم الزراعة التكاملية حالياً 3 برنامج علمية، هي : برنامج علوم البساتين وهو يغطي جزئيتين الأولى خاصة بإنتاج الخضار والفواكه، والثانية خاصة بالزراعة التكميلية كالمسطحات والبيوت الزراعية، بينما يركز البرنامج الثاني، برنامج الإنتاج الحيواني وهو بكالوريوس في المصائد البحرية والإنتاج الحيواني، على إنتاج الدواجن للبيض، والأغنام والماعز، إضافة إلى الاستزراع السمكي والطرق الحديثة الخاصة بها، حيث يتم تدريب الطلبة على أحدث التقنيات في مجال تحسين إنتاجية الماء والاستفادة من المياه والطاقة، الأمر الذي يحقق الأهداف الاستراتيجية للدولة، من حيث تعزيز مستوى الأمن الغذائي في الإمارات.
وقد أنجزت الكلية 6 مشاريع بحثية مدعومة حول الأمن الغذائي إضافة إلى أبحاث علمية أخرى تركز على الأغذية التقليدية كحليب الإبل والتمور، حيث أسهمت هذه البحوث في تحقيق إضافات قيّمة وخلق قيمة مضافة لتحقيق الأمن الغذائي في المنتجات الغذائية كما أن طلبة الماجستير والدكتوراه يعملون بجد في المجالات البحثية العلمية التي تحتاج إليها دولة الإمارات للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي.وام
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.