قادمون ..

الإفتتاحية

قادمون ..

27 دقيقة سوف نقف فيها ونحن أول ما نشعر به رغم الترقب هو الزهو والفخر والاعتزاز بكوكبة من أبناء الوطن الذين عملوا لقرابة 7 سنوات على صناعة وتجهيز “مسبار الأمل” ليؤكدوا أن أهل هذه الأرض المباركة قادرون على تحطيم المستحيل، وهو شعور لم يفارقنا منذ أن تم الإعلان عن فكرة المشروع العملاق في العام 2014، واليوم بعد أن أنجز “المسبار” أغلب أهدافه ويستعد للمرحلة الأخطر في الرحلة التي يقطع خلالها 493.5 مليون كيلو متر، لتكون دولة الإمارات بذلك ضمن دول محدودة لا تتجاوز الـ9 تعمل على اكتشاف المريخ وفك ألغازه ومعرفة اسراره، وفي حال نجح المسبار في دخول مداره وهو ما نأمله ونتمناه وندعو أن يتم كما يجب، فستكون الإمارات بذلك الدولة الثالثة في العالم التي تحقق كامل المهمة بنجاح.
الدقائق الـ27 “العمياء”، وهي التي تعتمد خلالها حركة المسبار على البرمجة الذاتية وتتمثل بتخفيض سرعته من 121 ألف كيلو متر في الساعة إلى 18 ألف كيلو متر في الساعة، وهي الأدق والتي ستحدد مصير المسبار، لكن أيا كانت النتائج فقد تم إنجاز مجد جديد باسم الأمة العربية جمعاء عبر وطن كان ولا يزال وسيبقى حاملاً لمشعل الأمل ويمتلك شجاعة القرارات التاريخية في جميع المجالات، وعزيمة لا تلين عن تحقيق الأهداف الطموحة والكبرى سواء التي تهدف للتفرد في الإنجازات أو ضمن استراتيجية وطنية كبرى تعي طريقها جيداً لتكون الدولة الأفضل في العالم.
نترقب بكل شجاعة وإيمان يوماً سيبقى طويلاً في ذاكرتنا، يومٌ ندشن فيه محطة تاريخية ملهمة يستمد منها الجميع العبر والحكم والدروس والتصميم، يومٌ تسير فيه الإنجازات بالتوازي مع احتفالات دولة الإمارات بعام يوبيلها الذهبي، لتظهر قوتها الحقيقية عبر المدارس الخالدة التي أسسها الآباء المؤسسون وكيف كانت البوصلة مواجهة دائماً إلى كل ما فيه خير الدولة والعالم عبر مسيرة تنموية شاملة لا تتوقف ولا تعرف الحدود مهما بلغت التحديات، فمنذ قيام الدولة وكانت معجزة في ذلك الزمن .. أرسى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، الأسس المتفردة القادرة على البناء عليها دائماً نحو الأفضل، وثروتها الأولى هي الإنسان المتمكن والمؤهل والمؤمن بوطنه ورسالته وقدراته هو الرهان الرابح، ليكون لنا في كل ملحمة سبق النصر والوصول إلى القمة دائماً.. لا توقف ولا تردد ولا تراجع عن أي مشروع يتعاظم فيه مجد الوطن الأجمل، قادمون إلى حيث يجب أن نكون دائماً.
سنكون على أبواب المريخ وفي مداره خلال وقت قصير، وبإذن الله سنحتفل جميعاً بالنجاح وبالإرادة وبأن المسافة من الأرض إلى أبعد ما وصله بشر لا تعادل شيئاً أمام العزيمة في فتح علمي عظيم من صناعة الإمارات لنؤكد أننا شعب قادر على المنافسة ومقارعة الكبار والتغلب عليهم والعمل حتى لصالحهم.
بعد غد في التاسع من الشهر الجاري هو موعد مع التاريخ، يومٌ تصنع الإمارات معناه ورمزيته ودروسه باسم العروبة وباسم خير وصالح الإنسانية جمعاء، وحيث يتهيب البعض المواجهة سوف يكون أبناء الإمارات قادمين ليثروا عزيمة البشرية وفكرها وطموحها بكل ما يلزم.


تعليقات الموقع