كشفت شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” عن بدء تداول العقود الآجلة لخام مربان في 29 مارس المقبل وذلك مع انطلاق عمليات “بورصة أبوظبي إنتركونتيننتال للعقود الآجلة” من مقرها في سوق أبوظبي العالمي.
وحصلت “بورصة أبوظبي إنتركونتيننتال للعقود الآجلة” على كافة الموافقات التنظيمية اللازمة لكي تبدأ العمل بشكل رسمي حيث تعكف البورصة حاليا على توقيع الاتفاقيات مع مراكز التسويات المالية التي تخص التداول وبعض من الشركات الجاهزة في بدأ التداول.
جاء ذلك خلال إحاطة إعلامية افتراضية نظمتها “أدنوك” للحديث عن قصة نجاح خام مربان وأخر التحضيرات المتعلقة ببدء تداول العقود الآجلة لخام مربان.
كما أتاحت شركة “أدنوك” زيارة افتراضية لحقل باب البري التابع لشركة أدنوك البرية للاطلاع على تاريخ مربان وخصائصه الكيميائية الفريدة التي تجعل منه أحد أكثر الخامات طلبا في الأسواق العالمية والآسيوية.
من جانبه قال خالد سالمين الرئيسي التنفيذي لدائرة التكرير والتصنيع والتسويق في شركة ” أدنوك”.. إن “بورصة أبوظبي إنتركونتيننتال” جاهزة لإطلاق عقود مربان الآجلة في الأسواق العالمية حيث توفر مؤشرا سعريا جديدا للنفط بجانب أهم خامات النفط العالمية القياسية مثل “برنت” و”غرب تكساس الوسيط”.. مضيفا أن تحديد سعر آجل لخام مربان حاليا يستند الى أسعار سوق خام دبي “بلاتس”.
وأشار إلى أنه تم الإعلان عن شراكة بين أدنوك وتسع من أكبر شركات البترول في مشروع إطلاق البورصة.
وأوضح أن أدنوك انتقلت خلال الخمس سنوات الماضية بفضل رؤية القيادة الرشيدة إلى شركة متقدمة تركز على السوق وتلبية احتياجات عملائها مضيفا أن واحدا من أهم المجالات التي ركزت عليها أدنوك هو كيف يمكن تقديم خدمة متكاملة لعملائها وزيادة قيمة كل برميل نفط تنتجه وتكرره وتشحنه وتبيعه.
وحول آلية عمل العقود الآجلة لخام “مربان” قال سالمين.. أنه سيتم تسعير خام مربان كعقد تسليم لمدة شهرين في المستقبل وتسليم العقد للعملاء يكون على أساس البيع Free on Board (FOB) من الفجيرة حيث تسمح عمليات المقاصة في “بورصة إنتركونتيننتال” الاستفادة بهامش التعويضات وتعزيز كفاءة رأس المال للمتداولين.
وأضاف أنه في 29 مارس المقبل نتوقع ظهور “مربان” على شاشات مؤشرات الأسهم حول العالم كون العقود الآجلة لخام “مربان” تتمتع بمكانة جيدة تؤهلها لتصبح مؤشرا سعريا جديدا للنفط في ظل ما توفره “بورصة أبوظبي إنتركونتيننتال للعقود الآجلة” من تسعيره مستقبليه مستقله قائمه على حركة السوق والذي يمثل عامل أساسي لنجاح عقود مربان الآجلة.
وأكد سالمين أن “مربان” يعد مكونا أساسيا في نجاح “أدنوك” منذ اكتشافه للمرة الأولى في عام 1958، وسيظل عاملا مهما في نجاحنا في المستقبل كون خام “مربان” يمتلك شعبية كبيرة في الأسواق العالمية والآسيوية.
وقال إن خام مربان يتم تصديره إلى أكثر من 30 دولة ليصل إلى ما يزيد عن 60 عميلا حول العالم إذ تصل القدرة الإنتاجية الحالية لإنتاج مربان إلى مليوني برميل يومياً، وهذا تقريباً نصف القدرة الإنتاجية لأدنوك فيما تقسم ملكية إنتاج مربان بين 60% لأدنوك و40% لشركائها في الإنتاج.
من جانبه قال ياسر المزروعي الرئيسي التنفيذي لدائرة الاستكشاف والتطوير والإنتاج في شركة “أدنوك”.. إن خام مربان يمثل قصة نجاح رائعة لأدنوك وأبوظبي ودولة الإمارات بداية من أول بئر ذي جدوى تجارية في العام 1960 بسعة انتاجية بمقدار 4000 برميل يومياً وصولاً إلى القدرة الانتاجية لحوالي 2 مليون برميل يومياً في العام 2020 من 2000 بئر موزعة على 12 حقلا.
وأشار إلى أن الحقول المنتجة لخام مربان، هي حقل بوحصا حيث تبلغ طاقته الانتاجية 650 ألف برميل يومياً ومجموعة حقول تتكون من عصب وشاه وسهل وتبلغ طاقتها الإنتاجية 630 ألف برميل يومياً.. أما في حقل باب العملاق، حيث بدأت قصة مربان، نعمل على رفع طاقته الإنتاجية من 420 ألفا إلى 485 ألف برميل يوميا من الخام مع نهاية عام 2021.
وأوضح المزروعي أن هذا النمو في الطاقة الإنتاجية من “مربان” يعزز مكانة أدنوك كمورد موثوق للطاقة لكافة عملائها حول العالم وهو دليل على التقدم الكبير الذي حققته أدنوك فيما يتعلق بتوفير المزيد من خام مربان إلى عملائها.
وأضاف إنه بحلول عام 2030 سيمثل “مربان” ما يقرب من 50% من سعة أدنوك الإنتاجية التي ستبلغ 5 ملايين برميل يومياً وسيتم انتاجها من حوالي 3000 بئر على مدى السنوات العشر القادمة من خلال ضخ استثمارات بمليارات الدولارات لتحقيق المزيد من القيمة لأدنوك وعملائها.
واستعرض المزروعي مجموعة من العوامل الرئيسية التي ساهمت في قصة نجاح خام مربان على مدى عقود والمتمثلة في ” الموثوقية في عمليات الإنتاج والتوريد في أدنوك بما فيها خام مربان إضافة إلى النوعية الممتازة والجودة العالية التي يتمتع بها هذا الخام والطلب العالمي المتنامي عليه.. والربحية التي تحققها “أدنوك” كإحدى الشركات الرائدة عالمياً في إنتاج الخام المنخفض التكلفة حيث تم تحقيق ذلك من خلال التعاون الوثيق مع شركائنا العالميين بما في ذلك BP وCNPC وINPEX وGS Energy وTotal في ظل استخدام أدنوك للتقنيات المتقدمة والاستثمار المستمر في الكوادر البشرية.
وقال أنه منذ بدء عملياتنا وتصدير أول شحنة مربان في 1963 وحتى اليوم وعلى الرغم من الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا استطاعت “أدنوك” أن تبرهن على مرونتها وجاهزيتها وقدرتها على استمرارية أعمالها في كافة الظروف الأمر الذي عزز مكانتها كمورد موثوق لإمدادات مستقرة من الطاقة لعملائها حول العالم.
وأضاف المزروعي إن خام مربان يتميز بخواص كيميائية ثابتة ويصنف بأنه من أجود أنواع النفط الخام الخفيف والحلو “بمعنى منخفض الكبريت” وأحد أكثر الخامات المرغوبة عالمياً، وخاصة من قبل عملائنا في أسواق آسيا والشرق الأقصى مشيرا إلى أن استخراج خام مربان يتم بأكثر الطرق تنافسية من خلال استخدام التكنولوجيا المتطورة الأمر الذي يجعل أدنوك في صدارة منتجي النفط العالميين منخفضي التكلفة، ويمكننا من تحقيق ربحية عالية ويمنحنا مرونة كبيرة في ظل أي سيناريو للسوق.
واستعرض الدور الحيوي الذي تقوم به الكوادر البشرية في نجاح مربان إذ يعمل ما يزيد عن 7500 موظف في عمليات الإنتاج لخام مربان، منهم 65% مواطنين إماراتيين.
وقال إن “أدنوك” تدعم التوازن بين الجنسين في عملياتها مشيرا إلى أن حقل الرميثة البري الذي ينتج خام مربان هو أول منشأة نفطية في الشرق الأوسط تتم إدارتها من قبل الكوادر النسائية من مهندسات وموظفات أدنوك من المواطنات بنسبة 100% كما تدير عملياتنا في حقول شمال شرق باب المهندسة عائشة المرزوقي.
وحول مساهمات “أدنوك” في اقتصاد الإمارات.. قال المزروعي إنه منذ بدء برنامج أدنوك للقيمة المحلية المضافة في عام 2018 ساهمت مشاريع أدنوك في الحقول البرية المنتجة لخام مربان بإعادة توجيه ما يقرب من 5 مليارات دولار للاقتصاد المحلي لدولة الإمارات وهذه مساهمة الحقول البرية فقط بمعدل مساهمة للقيمة المحلية المضافة بلغ 60% في عام 2020 ونعمل على زيادة هذه النسبة.
وقال ” من المتوقع أن يستمر الطلب العالمي على النفط في النمو إلى 105 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2030، وسنواصل ضمان الإنتاج والإمداد الموثوق لخام مربان مع الحفاظ على تحقيق قيمة نوعية لأدنوك ودولة الامارات ولعملائنا في جميع أنحاء العالم.
من جانبه قال شينيتشي ناكامورا المدير لعام لشركة إنبكس جودكو.. ” نشارك حاليا في خمسة امتيازات بحرية وبرية وهو ما يفوق أي امتياز آخر في أي مكان في العالم”.
وأضاف ” في أبريل من هذا العام من المقرر أن نبدأ أعمال الحفر في المنطقة البرية 4، والتي تمت ترسيتها مرة أخرى في عام 2019 وتهدف هذه العمليات إلى زيادة حجم احتياطيات أبوظبي من الموارد الهيدروكربونية”.
وأشار إلى أن اليابان تستورد نفط أبوظبي الخام منذ ما يقرب من 60 عاما ويشكل النفط الخام في أبوظبي حاليا حوالي 25 بالمائة من إجمالي واردات اليابان من النفط الخام مما يجعل اليابان أكبر مستورد للنفط الخام من أبوظبي عالمياً.
وقال إن خام مربان على وجه الخصوص يعد النفط الخام الأساسي لتغذية العديد من المصافي في اليابان بفضل جودته الفائقة والإمداد المستقر.
وأضاف إن خام مربان يتمتع بحجم إمداد أكبر بكثير مقارنة بالخامات الرئيسية الأخرى مع قاعدة عملاء قوية خاصة في الشرق الأقصى وجنوب شرق آسيا.
وقال ” نتوقع أن يؤدي إدراج خام مربان إلى تعزيز استقرار وشفافية أسعار مربان وتنويع أساليب التداول إلى جانب المشتقات الأخرى. ومن المرجح أن يؤدي هذا إلى زيادة توسيع قاعدة عملاء خام مربان وتحسين قيمة التداول على المدى المتوسط إلى الطويل”.
يذكر أن إطلاق “بورصة أبوظبي إنتركونتيننتال للعقود الآجلة” يسهم في توفير مستوى عالي من الشفافية للأسعار ومنح عملاء “أدنوك” القدرة على تخطيط مشترياتهم إضافة إلى وجود تكامل ما بين “بورصة أبوظبي إنتركونتيننتال للعقود الآجلة” وعقود خام “مربان” الآجلة بما يسمح لأدنوك بالتداول بين كافة خامات النفط الأخرى والمشتقات في “بورصة إنتركونتيننتال”.
وحصلت بورصة “بورصة أبوظبي إنتركونتيننتال للعقود الآجلة” على الموافقات التنظيمية اللازمة من “بنك إنجلترا و السلطة النقدية في سنغافورة و الولايات المتحدة الأمريكية و سويسرا و هولندا وفرنسا والنرويج وأستراليا و اليابان و كوريا الجنوبية”.وام
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.