دعوة إماراتية للواجب العربي

الإفتتاحية

دعوة إماراتية للواجب العربي

 

أكدت دولة الإمارات في مناسبة جديدة، مواقفها الثابتة والمبدئية في التعامل مع كافة قضايا المنطقة والحرص على تغليب مصلحة كافة الدول العربية ودعم تطلعات شعوبها في الاستقرار والتنمية، والآلية الواجب اتباعها في التعامل مع المستجدات المتسارعة والاستثنائية، حيث أكدت خلال اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية “155”، على أهمية تعزيز التعاون والتضامن والتنسيق العربي بهدف مواجهة كافة التحديات، مبينة ضرورة اعتماد العقلانية والحكمة وتغليب الجهود الدبلوماسية والحلول السياسية للأزمات، وذلك تجسيد للشفافية والوضوح والواقعية التي تتبعها دولة الإمارات في مواقفها المرسخة لنظرتها في الآلية الواجب استخدامها في التعامل مع القضايا الهامة التي تُعلي من خلالها الإمارات مصلحة الأمة وما تجسده من حرص على خير شعوبها في التنمية والتقدم.
في مختلف المناسبات تؤكد دولة الإمارات انطلاقاً من نظرة القيادة الرشيدة وحرصها المطلق على مافيه خير جميع دول الأمة أن التحديات والمخاطر تستهدف الجميع، خاصة ما يتعلق منها بالتدخلات الخارجية التي تعاني منها عدد من الدول العربية، ومما لا شك فيه أن سلامة كل دولة سيكون لها تأثير إيجابي على محيطها العربي، وكذلك فإن أي دولة تعاني من الأزمات المعقدة والتدخلات سوف يكون ذلك سبباً لتأثيرات سلبية قد تتجاوز محيطها، وبالتالي فالجسد العربي الذي تعرض للكثير من الجروح في عدد من دوله التي تعاني منذ سنوات طويلة من أحداث جمة وخاصة في العقد الأخير تبدو الحياة فيها شبه معطلة والمعاناة والمآسي هي العنوان الوحيد فيها، فالحروب والصراعات خاصة تلك الناجمة عن الأيادي الخارجية التي تعبث وتتسبب في تعطيل كافة مناحي الحياة والتنمية تأتي على حياة أجيال كاملة، وبالتالي فالخاسر الأكبر والأول من ذلك هو أوطان ودول تلك الأجيال، ويبقى الحل بوقف كل تدخل خارجي حيث إن سيادة الدول لا يجوز السكوت عن أي محاولة لانتهاكها، وهذا ما يستوجب أعلى درجات التضامن والتنسيق العربي ضمن البيت الواحد الذي يحرص على مصلحة جميع الدول والأسس والمقومات الواجبة التي يجب أن تتمتع بها كل دولة.
مواقف دولة الإمارات المشرفة تُعلي وتُغلب مصالح الأمة جمعاء فوق كل اعتبار ودعوتها للتعاون تجسد الحرص على الجميع وتحدد بوضوح أهمية توحيد الصف العربي والعمل لخير الأمة التي كانت دائماً دولة الإمارات تؤكد على دعمها والعمل على نشر الأمل فيها بأنها تستطيع أن تتجاوز التحديات الراهنة والنهوض وفق أسس ومقومات قوية وعصرية للعمل بهدف تحسين حاضر ومستقبل الأجيال، ومن هنا فإن تأكيد الإمارات الثابت والدائم على أهمية التكاتف العربي دعوة للعمل الواجب الذي يجب أن يتحمل كل طرف فيه مسؤوليته التامة من خلال التعاون والتنسيق بهدف وضع حد للتدخلات وتداعياتها ومخاطرها.


تعليقات الموقع