فارس يترجل .. وإرث خالد

الإفتتاحية

فارس يترجل .. وإرث خالد

بتسليم بقضاء الله وقدره، ودعت دولة الإمارات أحد فرسان ازدهارها، والمشاركين في بناء نهضتها الحضارية المشرفة، بعد رحلة قضاها في خدمة الوطن والعمل لخيره وحاضره ومستقبله، “المغفور له” الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم “طيب الله ثراه”، بعد رحلة عطاء ستبقى خالدة في عقول وقلوب أبناء الوطن، كان خلالها القائد والموجه ورمزاً من رموز القيم والبذل الإنساني، وملهماً لجميع الأجيال التي استقت من مسيرته الحكمة والإخلاص في العمل والوفاء الذي لا يعرف الحدود للوطن، أحد الفاعلين الرئيسيين في مسيرة الإمارات ونهضتها.. إرث عظيم تركه الراحل الكبير للأجيال لتستقي منه الدروس والعبر ومعاني الوطنية في أسمى دلالاتها، شكلت عنوان عقود طويلة من العمل الذي لم يعرف الحدود داخل وخارج الوطن، والقدرة على صناعة الإنجازات وتعزيز المكتسبات بنظرة بعيدة وثقة وسداد ميزت مسيرة الفقيد الكبير ليس على مستوى دبي وحدها بل على المستوى الوطني، وستبقى النجاحات في الكثير من القطاعات العلمية والثقافية والأدبية والصحية والتراثية والرياضية وغيرها شاهدة على تركة عظيمة من العمل المثمر والبناء.
صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، نعى فقيد الوطن ، داعياً الله عز وجل ان يسكنه فسيح جناته ويلهم آله الصبر السلوان، وأمر سموه بتنكيس الأعلام وإعلان الحداد لمدة 3 أيام.
كل الوطن عبر عن مكانة الفقيد بعد أن تم الإعلان عن الحدث الجلل، لما كان له من مكانة ودور وفضل في البذل والعطاء ومن رجال الاتحاد الشامخ الذين شاركوا في صناعة مجده المشرف والعظيم وأصحاب المآثر الخالدة على المستويات كافة، إنه تاريخ عظيم خطه بالعمل والبذل والإخلاص والجهود التي لم تنقطع يوماً.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، نعى الأخ ورفيق الدرب والسند بالقول: إنا لله وإنا إليه راجعون … رحمك الله يا أخي وسندي ورفيق دربي.. وأحسن مثواك .. وضعت رحالك عند رب كريم رحيم عظيم “.
كما بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مكانة فقيد الوطن وسيرته التي تميزت بالعمل الوطني الصادق بالقول: “فقدنا اليوم أحد رجالات الإمارات المخلصين بعد حياة زاخرة بالعطاء والعمل الوطني الصادق.. رحم الله أخي الشيخ حمدان بن راشد وجزاه خير الجزاء على ما قدمه لوطنه وشعبه.. أعزي نفسي وأخي محمد بن راشد وآل مكتوم الكرام في هذا المصاب الجلل.. داعياً الله أن يلهمهم الصبر والسلوان”.
العزاء للوطن بإرثٍ خالد من العطاء والإنجازات العظيمة، والمواقف النبيلة والإنسانية التي طالما كان لجهود ومساعي ومبادرات فقيد الإمارات دوراً كبيراً في تخفيف معاناة المعوزين والباحثين عن تحسين أوضاعهم عبر دعم المحتاجين في الكثير من دول العالم، والعزاء بالمسيرة الباقية كمنارة للأجيال المتعاقبة التي ستعي دائماً كيف تكون مواقف رجال الوطن وسيرهم وحياتهم التي نذروها لتكون دولة الإمارات على ما هي من نهضة وتقدم وازدهار.

 

 


تعليقات الموقع