حمدان بن راشد فقيد الوطن
شكل رحيل المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، يوم الأربعاء الماضي حالة من الصدمة عندما انتشر الخبر الجلل، وهو أمر طبيعي ومفهوم ليس فقط لمكانة المغفور له في نفوس الناس ولكن لكونه أحد مؤسسي دولة الاتحاد ومن المشاركين في صناعة حاضرها المزدهر والإعداد لمستقبلها.
هناك حالة من تكاتف قلوب الإماراتيين من المواطنين والمقيمين، وهناك حالة من تضافر مشاعر الكثير من شعوب العالم كلها يغلفها الحزن والأسى على فراق المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، من مشاركة محبيه في المصاب الكبير التي يستشعرها الكثيرون ممن كان المغفور له يإذن الله على علاقة مباشرة بهم أو تلمسوا عظيم فعله ومبادراته وجهوده الإنسانية؛ حيث كانت له الكثير من المواقف الإنسانية في العديد من أرجاء المعمورة والتي لم يكن أكثرنا يعرفها إلا بعد رحيل المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، فقد اعتاد على أن تكون أعماله بعيدة عن الإعلام والدعاية ولكن حالة المشاركة في صلاة الغائب في أنحاء العالم والترحم عليه أوضحت أفعاله الخيرية والكم الهائل من الناس الذين كان لجهوده العظيمة آثار على إحداث التغييرات الإيجابية بحياتهم.
الكل يشعر بفجيعة الفراق مع فقد الوطن أحد فرسانه، لكن مواقفه الإنسانية في العالم في قرابة 25 دولة في أفريقيا وعدد من الدول العربية والأوروبية أشعرتنا أيضاً أنه فقيدهم لذا شاركونا الحزن على فراقه “طيب الله ثراه”.
اتفق الجميع على أن المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، لم يكن يطل كثيراً على وسائل الإعلام، إلا أن أفعاله تؤكد أنه كان مؤثراً من خلال موقعه في وزارة المالية وبانت من خلال حالة توازن الدولة وقدراتها في مواجهة الأزمات المالية العالمية كما كان له حضوره المجتمعي من خلال نشاطاته الاجتماعية وخاصة الرياضية بل إن جولاته كشفت عن أجمل خصله إنسانية وهي التواضع والتعامل مع كل الناس بمحبة وبالتالي فإن الفراغ الذي سيتركه سيكون كبيراً وإذا كان هناك من لا يعرفه عن قرب فإن حالة الحزن الكبيرة لوفاته ستشعره بمكانته بين الناس.
إن الفراق بحد ذاته حدث جلل وعظيم ولكن الأعظم والأكبر منه الصبر على المصيبة والرضاء بما قدره الله علينا، ففقيد الوطن المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم رغم كونه من رجالات الدولة في الإمارات فهو شخصية مسكونة بالإنسانية والعفوية وهي خصال تجعل صاحبها قريباً من ذاكرة الناس ووجدانهم دائماً.
ستبقى سيرة المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم محفورة في ذاكرة الشعوب لأنه من الصعب نسيانه رحمه الله و “إنا لله وإنا إليه راجعون”.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.