“شرف الانتماء للإنسانية”
ما أدقها من كلمات وما أعظمها من معان سامية ونبيلة تلك التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، خلال الإعلان عن إرسال 100 مليون رسالة خير من الإمارات وطن السلام والمحبة والانفتاح والإحساس بالآخر، لإغاثة عشرات الملايين من المحتاجين بقول سموه: “يوجد 52 مليون شخص مهدد بالجوع على بعد 4 ساعات منا فقط.. ومن يدير ظهره لهذه الأرقام لا يستحق شرف الانتماء للإنسانية”.
كل الكلمات والتعابير تعجز عن دقة وصف سموه للمعنى الحقيقي لقوة الإنسانية، وما يمكن أن تنتجه المواقف الصادقة النابعة من الإحساس بكل من يعاني، وما تعبر عنه من أصالة وإيمان راسخ بأن فعل الخير أسمى ما يمكن أن يقوم به كل فرد وهيئة وجهة ودولة، فالخير بركة الله سبحانه وتعالى في عباده والتعبير الأصدق عن كل ما ينعم به الإنسان، وأدق ترجمة لمعاني الانفتاح والتآخي بين مختلف الشعوب، وفي وطننا ننعم بأنه أساس ثابت وعماد شامخ منذ أن أسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، الدولة، ورسخ فعل الخير كأحد وجوهها الأقوى والأكثر تعبيراً عن الوطن الأجمل، وكم هو عظيم أن نباهي العالم ونفخر بأننا أبناء “زايد الخير”، القائد الذي صنع تاريخاً مجيداً بمواقف ومبادرات باتت نهجاً ثابتاً ودائماً في مسيرة الإمارات بقيمها وإنسانيتها وتكاتفها، وطن يعبر بالمواقف عن أنه نبع لا ينضب من العطاء والمبادرات التي كان لها الفضل بأن رسمت البسمة وكفكفت دموع الملايين في عشرات المناطق بالعالم، ودعمت التنمية في الكثير من الدول وكم من محافل العطاء التي تثري سجل الإنسانية كانت فيها مواقف الإمارات في سباق حقيقي مع الزمن لإغاثة كل محتاج ومكلوم، فكانت تؤكد أنها تاج العطاء فتصدرت الدول المانحة للمساعدات الإنسانية منذ سنوات في واحد من أقوى مؤشرات القيم التي تحرص عليها، ودائماً تهدف لتحسين أوضاع الإنسان الذي يعاني بغض النظر عن دينه أو عرقه أو جنسه أو لونه أو أي شيء آخر.. إنه تعبير عن إنسانية أهل الخير.
ومن هنا يأتي تأكيد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مع قرب شهر رمضان المبارك عن رسائل المحبة للمحتاجين والفقراء عبر تأمين المواد الغذائية، من خلال دعوة مفتوحة يتشارك فيها الجميع في واحدة من أكبر حملات العطاء بتاريخ البشرية وأكثرها فعالية بقول سموه: “سنعمل مع الجمعيات الإنسانية والشركات ورجال الأعمال وأهل الخير في دولة الإمارات لإرسال 100 مليون رسالة خير ومحبة للمحتاجين والفقراء في شهر الخير.. إطعام الطعام خير ما نتقرب به في شهر الصيام.. وبلادنا محفوظة بهذا الخير الذي تقدمه”.
100 مليون وجبة خلال الشهر الفضيل للمحتاجين هدف عظيم، ونؤمن تماماً أنها ستكون أكثر من ذلك، فكل مبادرات الوطن حققت أهدافها وخلال زمن قياسي، حيث الإقدام على عمل الخير أحد أقوى وجوه السباق مع الزمن.. وتتميز به دولة الإمارات كصفة أصيلة في نفوس شعبها ومجتمعها القائم على المحبة والإقدام على فعل الخير.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.