الإمارات .. نموذج التعاون الأكثر تحضراً

الإفتتاحية

الإمارات .. نموذج التعاون الأكثر تحضراً

خلال نصف قرن، وهي مدة لا تعتبر كبيرة أو طويلة في عمر الأمم الزمني، قدمت دولة الإمارات شواهد قوية وإنجازات كبرى بينت من خلالها أن عمر الدول لا يقاس دائماً بالعامل الزمني، وإنما بقدر النجاحات وقوة المسيرة وما تنتجه على الصعد كافة، وفي النهاية فإن الحاضر والمستقبل هما هدف الشعوب الأول، ومنهما يمكن الاستدلال على قوة أي دولة ومدى الزخم الذي تحظى به مسيرتها، ولا شك أن أحد أبرز الثوابت الوطنية الإماراتية التي تتم برؤية بعيدة لقيادتها الرشيدة وتتميز بالواقعية المطلوبة يتمثل بتأكيد ضرورة التعاون الدولي تجاه الكثير من الملفات التي تعتبر مسؤولية الجميع، وقد أكدت الدولة أنها تتقدم الصفوف من خلال المبادرات والمشاريع التي بات الكثير منها عابراً للحدود، إذ لم تقتصر مساعدات الإمارات لعشرات الدول على الإغاثة التي تفرضها الوضاع الصعبة التي تعاني منها، بل من خلال الدعم التنموي الذي يستهدف تقوية الكثير من الشعوب وتمكينها بما يلزم لتنطلق نحو تحسين واقعها وامتلاك مقومات التوجه إلى مستقبلها.
ومن هنا كانت دعوات الإمارات انطلاقاً من أصالتها وشجاعة قراراتها ونبل مبادراتها، أو من حيث المسؤولية العالمية التي تحملها بفعل ما باتت عليه من دولة متقدمة تشارك بقوة في رسم مستقبل الإنسان وتأكيد ما يجب أن تكون عليه الآلية تجاه معظم الملفات الضاغطة والهامة أياً كانت سياسية أو اقتصادية أو تنموية .. إلخ.
ويبقى المناخ من أهم مواضيع الساعة، ورغم استشعار الخطر الكبير حول العالم تجاه الدعوات التي لا يزال الالتزام بها موضوع جدل ونقاش، خاصة مع عدم وجود آلية ملزمة يمكن الاتفاق عليها للحد من كل ما ينعكس سلباً على القضية، يبرز الدور الإماراتي المشرف والنموذجي والأكثر تحضراً في استشعار حجم التحدي وما يجب أن يتم العمل عليه، ولأن دولة الإمارات متفردة في كل توجه وكالعادة تضع تجربتها العظيمة في دعم جميع الدول الهادفة لتحسين أوضاعها، فقد بينت خلال القمة الافتراضية لأكثر من 40 رئيس دولة، أنها تمتلك من الإلهام الكثير، وهو ما ظهر جلياً خلال مشاركة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، في القمة، من خلال تأكيد سموه لموقف الدولة وكيف أنها تقوم باستثمارات في 70 دولة بمجال الطاقة المتجددة، فضلاً عن محطتين من الأكبر عالمياً في الطاقة الشمسية والثالثة التي ستكون الأكبر، والشراكات التي تستهدف تأمين الغذاء.. كل هذا يؤكد أن دولة الإمارات مع كل تعاون عالمي على أوسع نطاق ممكن لخير الإنسان، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالقول: “نحن مؤمنون بأهمية العمل الجماعي الدولي للحفاظ على بيئة الأرض للأجيال القادمة”.
العالم اليوم يقف على مفترق طرق تجاه الكثير من القضايا، ولا بد من مسؤولية جماعية تسارع لتغليب مصلحة البشرية ومقومات وجودها وازدهارها ومتطلباتها الأساسية، فالمناخ يعني التنوع والغذاء واستدامة الموارد والوصول إلى حلول بديلة وتعزيز الخيارات وغير ذلك الكثير.. وفي مناسبة جديدة فإن الإلهام الإماراتي محرك للعالم ونموذج متقدم يمكن أن يسير عليه الجميع لتحقيق الأهداف المطلوبة.

 


تعليقات الموقع