الوطنية أساس الريادة

الإفتتاحية

الوطنية أساس الريادة

كل إنجاز تشهده أي أمة، يعكس العلاقة الوطيدة بين القيادة وشعبها، ويكون محصلة لمدى نجاح البناء في الإنسان الواعي والمدرك والمؤمن برسالة وطنه وطموحه المشروع لبلوغ أعلى القمم، فالمواطن الحقيقي هو الذي يكن كل الوفاء لوطنه ويعمل عبر تسخير كل طاقاته ليعزز مكانته الحضارية، ولاشك أن دولة الإمارات قدمت للعالم نموذجاً متفرداً عبر استراتيجية وطنية طموحة أنتجت علاقة فريدة بين القيادة الحكيمة وشعبها فراهنت القيادة على الإنسان بحكم أنه الثروة الأغلى والاستثمار الرابح دائماً، عبر جعل الأصالة والقيم مناهج راسخة ومدعاة فخر وزاداً للمسيرة والتمكن من متطلبات العصر وأحدث علومه، فكانت النجاحات التي تتعاظم والمكتسبات التي لا تعرف الحدود والإنجازات التي فاقت في جانب كبير منها حتى أحلام البشر، فالمريخ محطة سيليها الكثير.. وما بين ميلاد دولتنا المجيدة والمنافسة المشروعة على تصدر أغلب المؤشرات عالمياً، قصة ملاحم يكتبها أبناء هذه الأرض الطاهرة في كل ميدان ومحفل، وترعاها قيادة رشيدة سخرت كل الإمكانات والخطط والبرامج والتشريعات، ليكون المجد اختصاص أبناء الإمارات وهدفهم وطموحهم الدائم، فوطن لم يعترف يوماً بالمستحيل ويحترف أبناؤه مقارعة أكبر التحديات وأعظمها ويحولونها إلى فرص، يكتب جانباً كبيراً من سيرة البشرية نحو غد أجيالها.. إنها الإمارات التي باتت قبلة الإنسان المؤمن بالنجاح والإرادة والتميز وقهر المستحيل وتحقيق الأحلام.
إن قوة أي أمة يمكن الاستدلال عليها من خلال تعاملها مع الظروف الطارئة، ولا شك أن الجائحة الوبائية المتمثلة بفيروس “كورونا”، كانت اختباراً حقيقياً لقدرات أي أمة، وخلالها أثبتت دولة الإمارات أنها تتجه بقوة لتكون من أوائل دول العالم في التعافي التام من تداعيات “الجائحة”، التي بقي تأثيرها محدوداً في الدولة، مع أنها عكست الأصالة الوطنية والخصال الإنسانية بأرقى معانيها وأكثرها دلالة عبر مواقف كان لها الدور الكبير في تخفيف الآثار السلبية عن أكثر من 135 دولة، كانت خلالها الناقلات الوطنية شريان حياة تنقل كل ما يلزم من دعم وإغاثة طبية وغذائية وتعزيز قدرات “الجيش الأبيض” في عشرات الدول ومدها بكل ما يلزم لتكون قادرة على مواجهة الوباء.
أن تكون الإمارات الأولى عربياً والثامنة عالمياً ضمن أفضل الدول في التعامل مع “كوفيد19″، فما ذلك إلا انعكاس لقوة استراتيجياتها وخططها الوطنية المتبعة، في كافة المراحل وعلى مختلف الصعد من الإجراءات الوقائية والاحترازية المتبعة، إلى حملة التطعيم الوطنية، ويبقى الأساس فيها هو الوعي الوطني والمجتمعي المدرك تماماً لمسؤولية كل فرد خلال الأزمة العالمية، وهو ما سرع الانتصار وجعل الاجتثاث التام للوباء قريباً، فالمسؤولية الواجبة كانت تقتضي التقيد التام بكل ما يصدر عن الجهات الرسمية المختصة، وكافة الدعوات الهادفة لتحقيق مناعة الجميع، ولاشك أن أبناء هذه الأرض الذين تربوا على معنى الوفاء والإخلاص وعبروا عن وطنيتهم في كل مناسبة، كانوا على قدر المسؤولية كعهد قيادتهم ووطنهم وأمتهم بهم، فقدموا أرقى أنواع الالتزام الحضاري الذي يجسد مخزونهم القيمي وإحساسهم الكبير بالواجب، ومارسوا المسؤولية بأقصى درجات الحيطة والقناعة بأهمية دور كل فرد في المجتمع، فالمسؤولية واجب على الفرد وحق للآخرين عليه، وبالتالي فإن كل التزام كان يعزز الجهود الوطنية ويؤمن الحماية ويمنع تفشي الوباء ويدعم جهود خط الدفاع الأول.. فنجح الرهان وخاض مجتمع الدولة التحدي بثقة تامة أن الانتصار هدف مؤكد، وها هي أرقام المؤشرات العالمية تعكس جانباً من قوة الدولة وتمكنها وقدراتها، لتنقل أحد نتائج البناء بالإنسان والاستعداد للقادم مهما كان.. ولنفخر مع كل من يعيش على أرض الإمارات بأن ملحمة جديدة من ملاحم الحياة ينتصر فيها الإنسان بالتصميم والعزيمة والوعي والوطنية الحقة جعلت الإمارات النموذج الحضاري الأكثر تكاملاً في العالم.

 


تعليقات الموقع