مواقف راسخة ودعوات مستحقة
تتميز دولة الإمارات بمواقفها الحكيمة الشديدة الوضوح والشفافية المطلقة، وعدم المهادنة مع القضايا والتحديات المصيرية التي ينبغي على المجتمع الدولي التعامل معها بحسم وجدية، وتنطلق الدولة من مسلمات بديهية بأنه أياً كانت تلك التحديات فهي مسؤولية مشتركة وعلى الجميع أن يقوم بدوره الواجب من خلال التنسيق مع باقي مكونات المجتمع الدولي وتعزيز التعاون إلى أقصى درجة ممكنة بغية تجنيب العالم أجمع التهديدات الناتجة عن تلك التهديدات ومخاطرها.
ودائماً حذرت دولة الإمارات من خطورة وباء الإرهاب، وسارعت لإدانة كل اعتداء في أي مكان حول العالم، مبينة موقفها الحاسم والرافض لجميع أشكال العنف التي تتنافى مع كافة مقومات القيم الإنسانية وتعمل على زعزعة أمن واستقرار الشعوب وتعكس فكراً آثماً إقصائياً لا يجيد إلا الوحشية وإلحاق الأذى والضرر بالآخرين لتحقيق أطماع وأوهام القائمين عليه سواء أكانوا أفراداً أو تنظيمات أو حتى دول.
من هنا نجد أن دولة الإمارات كانت دائماً السباقة في التعبير عن خطورة التحدي العالمي الذي يشكله الإرهاب كآفة لابد من اجتثاثها، ودائماً تدعو إلى ضرورة وجود تحرك دولي فعال يهدف لحماية أمن وسلامة واستقرار الشعوب التي تتعرض لمثل هذه الآفة، انطلاقاً من قناعة راسخة أن التحدي شديد الخطورة وبالتالي فإن التعاون العالمي هو واجب وليس خياراً، ولا شك أن تصدر دولة الإمارات للصفوف في كل توجه يهدف لخير الإنسانية يأتي انطلاقاً من إيمانها العميق أن الجميع عليه واجبات لا تحتمل التأخير ويب القيام بها، وقد بينت تجربة الإنسانية جمعاء في مواجهة آفة الإرهاب أنها تتعامل مع عدو موتور يخالف الفطرة الإنسانية السليمة التي يجب أن ترفض مثل هذه التوجهات.
إدانة دولة الإمارات للتفجير الإرهابي الذي استهدف دار ضيافة في أفغانستان الصديقة، هو موقفها الراسخ والقائم على ضرورة القضاء على الإرهاب وتجفيف منابع تمويله والتعامل معه بما يلزم لتجنيب الأبرياء أن يكونوا ضحية لمن فقدوا السوية الواجبة وباتوا أسرى الدماء أو أدوات يحركهم من لا يريدون للعالم أن ينعم بالسلام والاستقرار الواجبين.
المواجهة مع الإرهاب لا تقتصر على نوع معين، بل هي فكرية واقتصادية وسياسية وإعلامية تستهدف تعرية الفكر الضال والآثم وفضح زيف ادعاءاته، وكيف أن جميع الأديان والقيم ترفض العنف والدماء وتحصن حياة الإنسان ولا تقبل تحت أي ظرف المس به، ومع وجود الأمن والاستقرار والانفتاح وحيث يسود السلام فإن أول مقومات النجاح والتنمية ستكون متوفرة وقابلة للبناء عليها، ومن هنا فإن معركة الإنسانية جمعاء مع آفة الإرهاب، هي معركة بين الحق والباطل، بين من يؤمنون بالبناء خاصة في الإنسان وبين من يعولون على الدماء والخراب، بين أنصار الحياة ومن لا يرون إلا بالعنف وسيلة لافتقادهم إلى الحجة، وهو ما بينته التجارب في عشرات الدول التي تعرضت لهذه الآفة.
مواقف الإمارات دائماً في صالح الإنسان وكل ما يضمن تأمين الحياة المستقرة والآمنة له في كل مكان، ومكانتها الدولية رسختها بقوة عبر عقود من العمل والعلاقات القوية مع الدول التي تحرص أن تكون مبنية على التعاون والاحترام المتبادل وتحقيق التنمية وتطلعات الشعوب بحاضر مزدهر ومستقبل مشرق، ومن هنا دائماً ترفع الصوت محذرة من كل ما من شأنه أن يحد من هذه التوجهات النبيلة، وتؤكد ضرورة رفع التعاون الدولي إلى أقصى حد ممكن، لتنعم البشرية بالسلام والمحبة وتتجنب كل ما يمكن أن يلحق بها الأذى.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.