إعلامنا أثناء الأزمات
كان “دور الإعلام الإماراتي أثناء الأزمات” ومدى تأثيره مع تنوع الأزمات التي باتت سمة العصر ما بين الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، أحد المحاور الرئيسية في النسخة السادسة من “منتدى الإعلام الإماراتي” الذي عقد، الأسبوع الماضي، في نادي الصحافة بإمارة دبي.
وبما أننا أمام تجربة حية متمثلة في أزمة فيروس “كوفيد19″، أظن أن إعلامنا نجح في إدارة حدثاً مفصلياً في نوعية الأزمات التي مرت على العالم كله وسيكون أحد التجارب الأنموذج التي ستحكى وتدرس، فهي من ناحية، أنها الأزمة الوحيدة التي وضعت المجتمع الدولي كله في تحد كبير وبالتالي تمثل مناسبة جيدة لتقييم قدرة الدول في إدارتها وخاصة من ناحية تقليل حالة الهلع الذي أصاب الناس من هذا الوباء ومن ناحية ثانية القدرة على السيطرة على المعلومة وتقليل الإشاعات التي انتشرت بشكل لتصل في النهاية في قدرة هذا الاعلام على إقناع الرأي العام والتأثير في الجهود المبذولة في مواجهة هذه الأزمة.
ومن ناحية أخرى أزمة “كورونا” لخصت قدرة الإعلام كأحد الأسلحة في إدارة الأزمات في أن يكون إعلاماً مسؤولاً ، كون فترة أزمة كورونا أنتجت الكثير من التداعيات في لحظة واحدة ها العالم في نفس اللحظة، فبجانب أن أزمة “كورونا” كانت التحدي الكبير للدول إلا أنها مثلت فرصة لتنشط بعض الأزمات التقليدية مثل التنظيمات الإرهابية كما “داعش”، وكذلك ظهرت أزمات أخرى في مواجهة جهود الحكومات مثل الأزمات الاقتصادية والإعلامية من خلال الشائعات وتسريب المعلومات وغيرها.
وكذلك استمرار الحروب التقليدية وجب الوقوف على التقييم الحقيقي لأي إعلام كان أكثر قدرة على الإدارة والتوازن، وأعتقد من هنا نستطيع أن نختار الإعلام الإماراتي في أنه من التجارب الناجحة في إدارة الأزمة. فلم يكن إعلامنا، بكل أنواعه التقليدي والحديث أو الإلكتروني، يقتصر على ردة الفعل بل كان مبادراً في هذه الأزمة تحديداً حيث كانت هناك سياسة واضحة ومنهج يتم التعامل معه في الأزمة وبالتالي فهو شريك استراتيجي ضمن الصورة العامة لنجاح دولتنا في إدارة هذه الأزمة التي شلت الحكومات في العالم.
ومع أنه من الصعب الحديث عن أي تجربة بالكمال أو تقديم تقييم شامل لدور إعلامنا في إدارة كل الأزمات من منطلق أن لكل أزمة ظروفها، إلا أننا بإمكاننا تسجيل نقطة مهمة أن الإعلام الإماراتي تعدى مرحلة نقل الخبر والصورة إلى مرحلة لعب دور تأثيري في القضايا والأزمات .. وبالتالي ترجم إعلامنا دوره المأمول على أفضل وجه كشريك في مسيرة التنمية وجميع محطاتها.
لا يخرج دور الإعلام في الأزمات في أي دولة في العالم عن صورتين اثنتين. الصورة الأولى: إما أن يكون عامل أساسي في معالجة الأزمة أو المشكلة سواءً من منطلق أنه السلطة الرابعة أو من كونه أحد الأسلحة المهمة في الدفاع عن مكانة الدولة وقيمها وعدالة قضيتها خاصة في عالم المعلومات والاختراقات والشائعات. أما الصورة الثانية: أنه إذا لم يكن جزء من هذه المعادلة فإنه جزء أساسي من المشكلة نفسها وهنا يفقد دوره الوطني وهذا هو التحدي الأساسي لكل وسائل الإعلام في العالم.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.