وخير جليس في الزمان كتاب
أبدأ مقالي اليوم بكلمات جميلة نظمها الشاعر أبو الطيب المتنبي: والتي قال فيها ” أعز مكان في الدُنى سرج سابح/ وخير جليس في الزمان كتاب” ، هنا نقف عند الشطر الثاني من البيت ونتسائل .. هل لا زال الكتاب خير جليس لنا ؟ في عصر التقدم والتكنلوجيا وخاصة نحن اليوم أمام انتشار فيروس كورونا المستجد والذي وضع العالم أمام إغلاق للكثير من المرافق وتقييد للحركة في بداية الانتشار.
ما دعاني لكتابة مقالي اليوم هو إعادة الحياة للكتاب عبر معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي يعتبر تحدياً كبيراً أمام تلك الجائحة وإثباتاً للجميع بأهمية هذا الكتاب الذي يعد الأهم والأفضل على الإطلاق والذي لا غنى عنه في مسيرة العلم والتعلم إلى جانب التكنلوجيا الرقمية التي بالتأكيد سهلت الكثير من الصعوبات للوصول إلى العديد من الكتب النادرة بل الصعبة المنال والمندثرة، إلا أنني اليوم أؤكد على أهمية تخصيص وقت لقراءة ذلك الكتاب الورقي الذي صمد رغم الظروف عبر آلاف السنين إلى يومنا هذا وتأثره كان ملحوظاً في عصر التكنلوجيا إلا أن مصداقيته وقوته التوثيقية هي من حددت استمراريته وأهميته إلى يومنا هذا.
إن معرض أبوظبي الدولي للكتاب فرصة ذهبية لمحبي اقتناء الكتب وقرّاءها ليجددوا العهد والوعد ويبحروا في فضاءات المعرض وأجنحته المختلفة التي عُززت بكل غالي ونفيس من الكتب والمواضيع والعناوين الراقية التي أبدع فيها مؤلفيها وساهموا في توثيق الثقافة عبر صفحات راقية تضعنا أمام تحد كبير نصنع من خلاله مستقبل يمزج بين التراث والحضارة لأن الارتباط وثيق بينهما، وهما الأساس في التواصل والبناء.
وهنا تجدر الإشارة إلى أهمية ترسيخ ثقافة قراءة الكتاب الورقي لدى أبنائنا إذ أن التكنلوجيا الرقمية هي من تشغل المساحة الكبيرة لديهم، فلو أننا قمنا اليوم بتعزيز ذلك الجانب لديهم أيضاً سنعزز المخزون الثقافي والمعرفي ونقوي الجانب المهاري الذي سيرتقي بالتفكير والمسؤولية في المحافظة على التراث الحضاري والموروث الثقافي وسيضع المستقبل في أيدي أمينة تضع الكتاب وتؤكد عليه كدليل على ثقافتنا وحضارتنا الراقية.
alkheyal@hotmail.com
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.