الإمارات من أوائل الدول التي صرحت بالاستخدام الطارئ للقاحات كورونا

البعد الإنساني في استراتيجية اللقاحات الإماراتية

الرئيسية مقالات
مركز تريندز للبحوث والاستشارات

 

اتجاهات مستقبلية
البعد الإنساني في استراتيجية اللقاحات الإماراتية

 

 

شكل الأمن الصحي أولوية استراتيجية لغالبية دول العالم خلال فترة جائحة “كوفيد-19” التي تنافست في ما بينها أحياناً، وتعاونت أحياناً أخرى، من أجل السيطرة على هذا الوباء ولجمه، ونجح بعضها في إنتاج اللقاحات التي توفر الحماية للسكان. وكانت الإمارات من بين الدول الأولى التي أولت اهتماماً بقضية اللقاحات، فدخلت في شراكات مع بعض الدول والشركاء لتطوير اللقاحات والأدوية اللازمة للقضاء على خطر هذا الفيروس.
كما كانت الإمارات من أوائل الدول التي صرحت بالاستخدام الطارئ للقاحات كورونا، حيث قُدِّمت اللقاحات في البداية للحالات ذات الأولوية (العاملون في خط المواجهة الأول مع الفيروس وكبار السن)، وأصبحت في ما بعد متاحة للجميع من مواطنين ومقيمين. وتمكنت الإمارات، من خلال سياسة واضحة وشاملة، من الوصول للمركز الأول عالمياً من حيث النسبة المئوية للمُلقحين من سكانها.
ولم يقتصر الاهتمام الإماراتي على توفير اللقاحات للسكان المحليين، بل أكدت الإمارات أنها طرف فاعل في تعزيز الجهود الدولية الرامية إلى مواجهة هذا الوباء، سواء من خلال المساعدات التي قدمتها لكثير من دول العالم في صورة شحنات من اللقاحات لمساعدتها على توفيرها لشعوبها أو من خلال قيادتها للحملة الدولية للتوزيع العادل للقاحات “كوفيد-19” لتشمل شعوب العالم بلا استثناء، من منطلق إدراكها أن ذلك يصب في دعم الأمن والسلم الدوليين، فإذا كانت هذه الجائحة تمثل تهديداً كونياً مشتركاً، فإنه من المهم والضروري كذلك أن يشمل العلاج منها الجميع بلا استثناء، حتى لا يكون ذلك سبباً في تنامي مشاعر التمييز التي تهدد الأخوة الإنسانية العالمية.

ولأجل هذا جاءت مبادرات الإمارات الإنسانية والحضارية التي تستهدف التضامن مع شعوب العالم في التوزيع العادل للقاحات “كوفيد-19″، سواء من خلال مبادرة «ائتلاف الأمل» التي أطلقتها أبوظبي في شهر نوفمبر 2020، والتي تستهدف دعم الجهود العالمية في توزيع لقاحات “كوفيد-19” من خلال تقديم حلول متكاملة لتلبية متطلبات عملية نقل اللقاح وتوفير البنية التحتية الرقمية للمساهمة بشكل فاعل في توفير اللقاح في جميع أنحاء العالم، أو من خلال المبادرة العالمية التي أطلقتها دبي في يناير 2021 لنقل لقاحات “كوفيد-19” وتخزينها وتسريعها وتوزيعها حول العالم، مع التركيز بشكل خاص على البلدان النامية، التي أُضير سكانها بشدة من الوباء وتواجه تحديات في نقل وتوزيع المستحضرات الطبية، وغيرها العديد من المبادرات التي تؤكد بالفعل أن الإمارات هي الوجه الإنساني الذي تتجه إليه الأنظار في العالم أجمع للمساعدة في مواجهة هذه النوعية من الأزمات المعقدة.
وبفضل التزام أبوظبي ودبي بتوفير أحدث بنية تحتية للخدمات اللوجستية والملاحة الجوية، فقد أصبحتا مركزين مهيمنين في مجال التجارة والنقل، واستفادتا من هذه الميزة، وهما الآن تؤديان وظيفة مهمة في سلسلة توريد اللقاحات. كما أطلقت أبوظبي ائتلاف الأمل، وهو شراكة لوجستية بين القطاعين العام والخاص؛ تحديداً بين دائرة الصحة أبوظبي، والاتحاد للشحن، وشركة موانئ أبوظبي، وشركة رافد، وسكاي سيل. وقد تم إنشاء ائتلاف الأمل في نوفمبر 2020 بقدرة توزيعية تبلغ أكثر من 6 مليارات جرعة لقاح.
لقد أكدت الإمارات في جميع سياساتها في التعامل مع جائحة “كوفيد-19” تغليب الجانب الإنساني، فبينما تولي اهتماماً رئيسياً لتوفير الأمن الصحي لمواطنيها والمقيمين على أرضها، كانت تنظر بالعين الأخرى للخارج وتمد يد المساعدة للدول التي تعاني أو تحتاج للمساعدة، لترسخ نموذجها الناجع والفاعل في مواجهة هذه الجائحة ونموذجها الإنساني بشكل عام.

 


تعليقات الموقع