مواقف إماراتية راسخة
تأتي مواقف دولة الإمارات حول القضية الفلسطينية، المؤكدة لثوابتها التاريخية الراسخة، وصوابية الرؤى والدعوات لإنهاء الصراع الأطول في الشرق الأوسط، لتجسد من خلالها النهج والآلية الأكثر ملائمة للحل من خلال الدفع باتجاه تعزيز كافة المساعي التي تستهدف تحقيق السلام العادل والشامل، وهو ما عبرت عنه الدولة في مناسبة جديدة خلال جلسة مجلس حقوق الإنسان مع تأكيدها الثابت على المرجعيات المعتمدة والواجبة وفق “حل الدولتين” وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967، وهو ما تنص عليه القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي.
النهج الإماراتي يقوم انطلاقاً من أسس وثوابت راسخة في السياسة المتبعة، فهي شديدة الوضوح والشفافية، وتستشرف الحلول من خلال محاكاة دقيقة للواقع، وتضع في الاعتبار إعادة الحقوق لأصحابها، والعمل على إنجاز حلول نهائية تكون قابلة للحياة بشكل دائم، دون الاكتفاء بدعوات التهدئة التي تعلن عن دعمها بهدف ضمان الاستقرار الواجب، وكل هذا يجسد الحكمة المتبعة في معالجة الأزمات وترسخ من خلالها دولة الإمارات الحاجة لإنجاز السلام سواء كمدخل للحل أو بهدف أن يكون نتيجة نهائية يستفيد منها الجميع، وطوال 73 عاماً من عمر الصراع الأطول في العالم، كانت الإمارات مع كل الأصوات والمبادرات الهادفة للسلام والتي تقوم على إجراءات بناء الثقة والحوار، خاصة أن السلام يكون نتاج قرارات سيادية بامتياز لكل جهة تضعه هدفاً وتعمل على إنجازه، وهذا الهدف النبيل هو الوحيد القادر على إحداث التغيير الإيجابي المنشود كون جميع الأطراف ستستفيد من ثماره ويضمن الحل لكافة القضايا العالقة، ومن يراقب حركة التاريخ والكثير من مفاصله وأحداثه الكبرى يعي تماماً بأن السلام هو القوة الحقيقية التي لا يمكن أن تُهزم، في حين يبقى أي خيار آخر عاجزاً عن تحقيق أي هدف نبيل، فانتهاج القوة المجردة أو الشعارات لا يمكن أن يقدم أي نتائج نحو الأفضل.
لقد سجلت دولة الإمارات بحكمة قيادتها الرشيدة ورؤية وشجاعة القرارات التي عود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، العالم عليها، إنجازاً وفرصة تاريخية عبر معاهدة السلام مع إسرائيل، وسرعان ما تبعتها عدة دول “البحرين والسودان والمغرب”، حيث كانت تلك الخطوة الشجاعة بمثابة إنهاء لتصحر المحاولات الجادة نحو السلام في المنطقة منذ زمن طويل، والتي يمكن توسيعها أكثر، وكانت انتصاراً للقضية الفلسطينية ومساعي الحل العادل القائم على محاكاة عملية تضع يدها على مواضع الألم وتعمل على إنهائه ووقف النزيف الذي طالما دفع ثمنه أبرياء من كافة الأطراف.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.