“جائزة زايد للاستدامة”

الإفتتاحية

“جائزة زايد للاستدامة”

تبقى الأرقام لغة دقيقة تعكس الواقع الحقيقي كمؤشر على حجم الإنجازات وحتى التحديات، وتعطي دلالة تامة عن مدى التقدم الذي يتم تحقيقه، وفي المبادرات والخطط والأفكار الكبرى فإنها تبين مدى التجاوب والتفاعل معها.
في وطننا نفخر بأن إلهام مخيلة الفكر العالمي تجاه كل توجه إيجابي لخير البشرية قد بات نموذجاً متفرداً، خاصة من ناحية التفاعل مع العقول ومحاولة استنباط الأفكار المبدعة والخلاقة التي تكون على مستوى كل ما يواجه البشرية من تحديات وخاصة من حيث التوجه إلى المستقبل واحتياجاته التي ستكون مضاعفة عما يشهده العالم اليوم.
تؤكد “جائزة زايد للاستدامة”، أنها باتت على درجة غير مسبوقة من الريادة العالمية، سواء من حيث هدفها الذي يعتبر ركيزة أساسية منذ انطلاقتها في العام 2008، وأثمرت عن إحداث نتائج إيجابية في حياة أكثر من 352 مليون إنسان في 150 دولة حول العالم، أو من حيث الزيادة القياسية في طلبات المشاركة التي بلغت 4 آلاف من 151 دولة في دورتها الأحدث، وهذا الإقبال الكبير والحرص على المشاركة يعكس الثقة العالمية بجهود دولة الإمارات وتوجهات قيادتها الرشيدة، التي تعمل على تبني كل فكر مبدع وخلاق ضمن رؤية عالمية تحاكي صالح وخير البشرية جمعاء، خاصة تجاه موضوع بالغ الأهمية يتعلق بالاستدامة في قطاعات تهم الجميع ولا يمكن تصور أي تطور أو حياة بدونها إذا ما وُضع في الحسبان الجوانب التي تركز عليها “الجائزة”، فالأفكار النيرة والعقول المبدعة موجودة في كافة أنحاء العالم، لكنها تحتاج من يمنحها الفرصة ويسهل لها الطريق لترى النور ويمكن البناء عليها وترجمتها على أرض الواقع إلى مشاريع، وهو ما تؤمّنه دولة الإمارات، إذ باتت “الجائزة” منصة عالمية يتسابق أصحاب المواهب الفذة وحملة الطاقات الخلاقة إلى المشاركة فيها، حيث عود وطننا العالم أجمع على مساعيه النبيلة ودعمه كل جهد يمكن أن يشكل دعامة إضافية للتعامل مع متطلبات العصر المتسارع وتحدياته المتزايدة، و”الجائزة” في دورتها الحالية تأتي في وقت أشد ما يحتاج فيه العالم لاستنباط الأفكار المتميزة جراء “الجائحة” الوبائية وما تمثله من تحد غير مسبوق على الصعد كافة، وما تحتاجه من اهتمام مضاعف لتأمين الموارد اللازمة وأخذ العبر منها.
إن “جائزة زايد للاستدامة”، التي تقترن باسم أعظم القادة الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، تعمل من خلال ترسيخ إرث ورؤية خالدة عملت دائماً لخير البشرية، وتبنّي كل مسعى إنساني نبيل يمكن أن يكون هدفاً يتم العمل عليه.
وها هي دولة الإمارات تواصل بقوة وفاعلية دورها العالمي الناجم عن رؤية استشرافية بعيدة تعود لسنوات طويلة تعمل على الاستعداد التام وتهيئة الحلول الواجبة لكل التحديات، انطلاقاً من قدرات واستراتيجيات عملاقة تحاكي كل متطلبات الحاضر والمستقبل.


تعليقات الموقع