“أقوى باتحادنا”..

الإفتتاحية

“أقوى باتحادنا”..

في إنجاز انتظرته عشرات الدول، يأتي فوز دولة الإمارات العربية المتحدة بمقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي، نتيجة لما تشكله السياسة الحكيمة التي تنتهجها منذ تأسيسها ودورها الفاعل كقوة اعتدال عالمية.. المجتمع الدولي برمته في أشد الحاجة لحكمتها وصوتها الوازن في التعامل مع جميع التحديات، وتكمن أهمية الإنجاز في أن علاقات الدولة تم تعزيزها على مدى عشرات السنوات لتستند إلى أسس صلبة من التعاون البناء والاحترام المتبادل والاحتكام إلى القانون الدولي وإقامة الشراكات الاستراتيجية لما فيه خير الجميع، فالوضوح والقرارات السياسية الشجاعة والشفافية المطلقة تجاه مختلف القضايا رسخت موقع دولة الإمارات الفاعل على الساحة العالمية وإمكاناتها في رسم رؤية واضحة لما يجب أن يكون عليه المشهد العالمي برمته، فضلاً عن مسيرة تنموية ملهمة ومواقف إنسانية وانفتاح جعل من الدولة حاملة لمشعل الأمل والأمينة على قيم البشرية لتأكيدها أهمية السلام وتحقيق نجاحات قل نظيرها كان لها أفضل الأثر في رسم وجه جديد للمنطقة والشرق الأوسط برمته، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، لأهمية النجاح بالقول: “انتخاب دولة الامارات لعضوية مجلس الأمن للفترة ٢٠٢٢-٢٠٢٣ يعكس دبلوماسيتها النشطة ..وموقعها الدولي ..ونموذجها التنموي المتميز .. كل الشكر لفريق الدبلوماسية الإماراتي بقيادة الشيخ عبدالله بن زايد .. ونتطلع لفترة عضوية فاعلة وإيجابية ونشطة في مجلس الأمن الدولي”.
“اقوى باتحادنا”.. شعار عظيم اختارته دولة الإمارات لحملتها، ففي عالم متغير ومتسارع وكثير التطورات على الصعد كافة، وأزمات وتحديات كبرى، كان الصوت الإماراتي دائماً يؤكد على ضرورة التعاون في كل ما يهم الجميع من قبيل محاربة الإرهاب، والعمل على التنمية والقضايا الصحية والمناخية وغيرها، وهو ما أكدته خلال أزمة تفشي الجائحة الوبائية “كوفيد19” ودورها في تعزيز جميع الجهود العالمية، وكذلك من حيث الحكمة وضرورة تغليب صوت العقل في التعامل مع الأزمات والنزاعات وإنجاز حلول سياسية تضمن أن يكون أي خيار آخر كالحروب وغيرها خارج الحسابات دائماً، إيماناً منها بقوة الحق ودوره في إيجاد مناخ ملائم يحفظ الأمن والاستقرار الدوليين، ودائماً كانت تؤكد أهمية احترام وإلزامية القانون الدولي وشريعة الأمم المتحدة.
لاشك أن نجاح الإمارات سوف يكون كفيلاً بتقريب كافة وجهات النظر خاصة بين الدول دائمة العضوية بحكم علاقاتها التاريخية الوثيقة مع جميع الأطراف، ومن هنا يأتي تأكيد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أهمية النجاح كتعبير عن ثقة عالمية مطلقة بالنهج الوطني الإماراتي بقول سموه: “انتخاب دولة الإمارات اليوم لعضوية مجلس الأمن الدولي للفترة من 2022-2023.. يجسد ثقة العالم في السياسة الإماراتية، وكفاءة منظومتها الدبلوماسية وفاعليتها.. وانطلاقاً من المبادئ والقيم التي تأسست عليها ،ستواصل الإمارات مسؤوليتها من أجل ترسيخ السلام والتعاون والتنمية على الساحة الدولية”.
مجلس الأمن على موعد مع دورة استثنائية، نثق جميعاً أنها ستكون فاعلة أكثر في وضع الحلول اللازمة للكثير من القضايا والأزمات العالقة منذ مدة طويلة، فالحكمة الإماراتية وواقعيتها في التعامل أكدت أنها صاحبة باع طويل في صوابيتها وأهميتها من خلال ما تحقق بفضلها على الصعيدين الإقليمي والدولي، والإمارات صاحبة تاريخ مشرف وعظيم من المواقف والقدرات والنجاحات التي قامت بها لخير البشرية جمعاء دائماً ودعم تطلعات الشعوب في التنمية والاستقرار والتقريب بين مختلف الأمم، وثوابت راسخة في مواكبة الضمير العالمي الواجب، وبالتالي فإن التأييد الواسع من قبل عشرات الدول يأتي إيماناً منها بقدرة الإمارات وما يمكن أن تقوم به، وسوف تشهد الأمم المتحدة من خلاله روحاً متجددة في مجلس الأمن لإحداث تحول نحو الأفضل سيُبنى عليه الكثير، مبروك للعالم بنجاح دولة الإمارات والتقدير لكل من منح ثقته لوطن يقترن الحق والخير والسلام باسمه.


تعليقات الموقع