الإمارات ومصر.. رؤى تصنع التاريخ
تاريخ مشرف واستثنائي من العلاقات الأخوية بين الإمارات ومصر، حرصت عليه القيادات في البلدين الشقيقين، وجهود مباركة تعزز قوة الاستراتيجيات المبنية على وحدة المسار والمصير، إذ ترتكز المساعي والجهود إلى إرادة سياسية ومنظومة قيم تجمع الشعبين في الدولتين الشقيقتين، ومنذ قيام دولة الإمارات حرصت القيادة الرشيدة على إقامة علاقات استراتيجية مع مصر الشقيقة، ودعمها في كافة المحطات، انطلاقاً من الروابط العميقة التي تجمع الشعبين، وبما يواكب التطلعات التي يتم العمل عليها، وتأكيد ثابت على التنسيق المتواصل تجاه كافة القضايا كان له أفضل الأثر في الحفاظ على الأمن والسلام الإقليميين انطلاقاً من تطابق الرؤى والوضوح في القرارات السيادية الشجاعة النابعة من الإيمان بما يشكله التعاون الأخوي من ضرورة للأمة جمعاء وتحصينٌ لأمنها وحرص على مكتسباتها وتجنيبها العواصف والهزات التي تشهدها المنطقة والعالم، ومن هنا تكتسب لقاءات القمة الأخوية بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفخامة عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، أهمية كبرى، كونها تعبر عن التآخي الثابت، ودعم الإمارات للتنمية ولتعزيز قوة مصر، وأحدث المحطات مشاركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في افتتاح ” قاعدة 3 يوليو ” العسكرية البحرية.
سمة العلاقات الأخوية تؤكدها الإمارات في كافة المراحل وتجسدها بالمواقف، خاصة عند الأحداث التاريخية الكبرى التي شهدتها المنطقة، وكيف وقفت بكل شجاعة ونُبل مع مصر الشقيقة وعبرت عن دعمها التام لسلامتها وقرارها المستقل، واليوم يذكر الجميع بكل فخر واعتزاز في الذكرى الثامنة لتحرك الشعب المصري في 30 يونيو العام 2013، حيث استعاد إرادته وأعاد تصحيح بوصلة التاريخ وتوجيه الأحداث بما يخدم بلده حاضراَ ومستقبلاً، عندما نزل عشرات الملايين في جميع ساحات وميادين مصر بتكاتف معهود بين الجيش والشعب الذي قال كلمته وقام بقطع رأس الأفعى المتمثلة بجماعة “الإخوان” الإرهابية، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة من التحديث والنهضة والبناء التي تشهدها مصر الشقيقة بدعم أشقائها، ولاشك أن مواقف دولة الإمارات برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الحريصة على الأمة، كانت ترجمة لمواقف القادة الحقيقية يين وتوجهاتهم الأصيلة، وقدمت للعالم أجمع النموذج على معنى الأخوة التي تعبر عنها الدولة، وهو ما يثمنه الأشقاء في مصر.. فخلال دوامة الفوضى التي بدت مع ما سمي بـ”الربيع العربي”، كانت أعين العالم أجمع تتجه إلى المنطقة، وفي الوقت الذي واكبت بعض الأنظمة بالكثير من السلبية الأحداث في مصر، وترددت دول أخرى في إعلان مواقفها بانتظار تطور الأحداث وانجلاء المشهد، وإعلان قوى كبرى دعمها لتلك الفوضى المغلفة بالشعارات، كانت دولة الإمارات كعهدها واضحة شجاعة بتأكيد الدعم التام لأمن وسلامة واستقرار مصر وإرادة شعبها، ولتبين أن الحرص على الأشقاء هو أساس مواقفها الثابتة والمشرفة دائماً وأبداً من خلال تغليبها للمصالح العربية ودعم قضايا شعوبها المحقة.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.