الإمارات والنمسا.. استراتيجيات راسخة
تأتي زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى النمسا الصديقة، لتعبر في محطة متجددة عن قوة العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين الصديقتين والتي تستند طوال 50 عاماً إلى إرادة سياسية قوية تعكس حرص القيادتين على الارتقاء المتواصل بها والبناء على التعاون الكبير والقيم المشتركة وتطابق المواقف تجاه جميع القضايا الدولية، ففي الوقت الذي يتم العمل على تعزيز مسيرة طويلة من التعاون خاصة ما يتعلق بالتنمية الاقتصادية والاستثمارات المتبادلة والقطاعات الهامة والحيوية كالطاقة والتكنولوجيا وبحث الرؤى المستقبلية تجاهها، تتشارك الدولتان الحرص على دعم كافة مساعي تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي وضمان الأمن ومحاربة الإرهاب وحظر التنظيمات المتطرفة والتنبيه إلى خطورتها، فضلاً عن تأكيد أهمية السلام والعمل على توسيع نطاقه وضرورة أن يكون هدفاً رئيسياً لأهميته المطلقة على الصعد كافة، وهو ما أكده معالي سيباستيان كورتس مستشار جمهورية النمسا من أهمية الخطوة التاريخية التي قامت بها دولة الإمارات عبر معاهدة السلام “الإبراهيمي” مع دولة إسرائيل، والأمل في أن تحذو المزيد من الدول العربية في ذات الاتجاه لما يشكله ذلك من ضمانة وأهمية خاصة للشرق الأوسط برمته.
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قائد عالمي طالما أكد الحرص على بناء علاقات تنطلق من تجسيد عميق لما يجب أن يكون عليه التعاون بين مختلف أقطاب المجتمع الدولي، وتعزيزه على أعلى المستويات للتعامل مع مختلف القضايا ومواجهة التحديات التي تهم كافة الشعوب ضمن ضوابط قوية تقوم على الاحترام المتبادل والعمل على تحقيق المصالح المشتركة وإعلاء راية القانون الدولي وانتهاج الحكمة والسياسة في حل كافة الأزمات، وهو تجسيد لثوابت راسخة ترتكز عليها السياسة الإماراتية بما تتميز به من وضوح وشفافية، وتأكيد مكانة أبوظبي محطة رئيسية على الساحة الدولية لتبادل وجهات النظر وأخذ النصح والمشورة تجاه مختلف القضايا، وذلك لما تشكله دولة الإمارات من قطب دولي فاعل وما تحظى به من ثقة مطلقة جعلها مرجعاً لصناع القرار والسياسيين والقادة الذين اختبروا جيداً تفرد وتميز السياسة الإماراتية وما باتت عليه من خلال رؤيتها الاستراتيجية التي أرست لعلاقات دولية متميزة ونهج فريد يحظى بإجماع عالمي تام.
تؤكد العلاقات الإماراتية – النمساوية مدى الحاجة للاقتداء بها من خلال بناء نموذج متقدم على المستوى الدولي للتعاون الذي لا يعرف الحدود والحرص على تعزيز أفقه دائماً بما يضمن صالح وخير الجميع كونه يستند على ثوابت قوية من الرؤى الهادفة والبرامج الطموحة حاضراً ومستقبلاً.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.