مع بغداد العرب لخير الأمة
تأتي مشاركة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، في “مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة” في العاصمة العراقية بغداد بمشاركة قادة دول إقليمية ودولية، ليؤكد موقف الإمارات الثابت والداعم للعراق الشقيق وانطلاقاً من حرص أخوي راسخ لتعزيز مساعي أمنه وسلامته واستقراره وتنميته، وما شكلته المناسبة من فرصة حقيقية لتأكيد التلاحم الخليجي والعربي والحرص الراسخ على التعاون الأخوي الذي يجسد العمق التاريخي لما يجمع الدول العربية من روابط الدم والأمل، وما يجب البناء عليه نحو المستقبل وفق رؤى هادفة تعلي مصلحة كل دولة ضمن الجسد العربي، وقد كانت اللقاءات التي عقدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مع رؤساء الدول والوفود المشاركة نابعة من ثوابت السياسة الوطنية الإماراتية تجاه كافة الأشقاء وما تعمل عليه من تعزيز مساعي التلاقي والعمل المشترك لتحقيق قفزات نحو الأفضل في كافة المجالات، مع ما يمثله التنسيق من تحصين الأمة وحمايتها من التدخلات ومواجهة التحديات كافة، حيث أن التحولات الكبرى سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي تتطلب تجاوباً مبنياً على إعلاء مصالح العرب والدفاع عن حقوقهم، كما أن منطقة الشرق الأوسط التي تشهد الكثير من الهزات والزلازل السياسية والأحداث منذ عقود طويلة، لا تبقي أي فرصة إلا أن يكون القرار نابعاً من توافق عربي –عربي، فالعرب أهل الأرض والأكثر تأثرا بالمستجدات وما ينجم عنها، ومواكبة طموحات الشعوب وتطلعات شبابها وهي الأمة الغنية بالطاقات والكفاءات والطموحات، تحتاج من يفجر القدرات الخلاقة والإبداعية عبر نموذج متقدم وفق معطيات الحاضر واحتياجات الطريق نحو المستقبل.
في بغداد التي طالما كانت عكاز التاريخ ومنارته التي تشع حضارة، وتحمل في ثناياها الكثير من صفحات مجد العروبة الخالد.. دار السلام التي بحثت عنه طويلاً يوم تاه منها وأدمتها الجراح لأسباب كثيرة، لم تجد إلا العروبة تيمم لها قلبها وعيونها بحثاً عن بلسم يدمل جراحها ويوقف نزيفها، حاضنة الأدب والحكمة ومخازن التاريخ وكنوزه.. يأتي اجتماع القمة ليثبت أن العرب أمة الدم الواحد والمصير المشترك، وهو ما عبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتأكيد مكانة بغداد وأهميتها بقول سموه: “بغداد … عاصمة الرشيد والمأمون وعاصمة العالم .. دار السلام .. بيت حكمة البشر .. بغداد الشعراء والأدباء والعلماء.. بغداد دجلة والفرات.. رغم جراحها متفائلين بعودتها ونهضتها ومجدها بإذن الله .. حفظ الله بغداد .. حفظ الله شعب العراق العظيم “.
كل تنسيق عربي أو تقارب بين الأشقاء واجب الجميع ويترجم الحرص على أمة عريقة تحن لاستعادة مجدها وتألقها، فسلامة كل مكون عربي فيه سلامة الجميع، وأن يُشفى العراق من أزماته ومعاناته والظروف الصعبة التي طالما مر بها هو توجه عربي وحرص قوي على كل جهد ليعود العراق إلى مكانه الواجب على المستوى العربي والدولي.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.