الإمارات وبريطانيا.. شراكة التاريخ والمستقبل
الكثير من السمات تميز العلاقات والشراكة الاستراتيجية المتعاظمة بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة البريطانية، إذ أن التحالف التاريخي المتواصل يأخذ زخماً مضاعفاً بفعل الحرص المشترك من قبل قيادتي البلدين على دعمه وتعزيزه بكل ما يلزم ليكون مواكباً للتطلعات المشتركة نحو المستقبل، عبر تعاون متنام دون أن يكون له حد في المجالات كافة، الاقتصادية والسياسية والعلمية والعسكرية والصحية والطاقة وزيادة التنسيق من خلال المواقف المتطابقة لمواجهة التحديات، وحتى الرياضية، وغير ذلك الكثير، بما يعكس بقوة الإرادة الثنائية والقرار السياسي المدرك لأهمية تحالف الشريكين الكبيرين وما له من آثار إيجابية سواء على مستوى الدولتين أو التعامل مع كافة التطورات والقضايا على الساحة الدولية، ولذلك تكتسب المباحثات على كافة المستويات أهمية كبرى خاصة تلك التي تكون على مستوى القيادة.
وتأتي قمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومعالي بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا، في لندن، لتكون من ضمن ما تعبر من خلاله الدولتين على كل تنسيق فعال ومثمر للتعامل مع كافة القضايا والمستجدات وتعزيز الجهود والمساعي لخير وصالح الشعبين الصديقين، فضلاً عما يشكله التحالف الذي يضع المستقبل في صلب اهتمامه من قوة واجبة تقدم نموذجاً حضارياً متقدماً لعلاقات متنامية ومتطورة تقدم النموذج الأكمل في البناء على كل مراحلها نحو المزيد من التكامل الاستراتيجي الذي يحقق المصالح المشتركة، ويعزز الجهود الدولية تجاه الكثير من القضايا التي تهم العالم أجمع مثل مكافحة الإرهاب ومحاربة الأوبئة ودعم مساعي السلام والاستقرار وتغليب القانون الدولي.
مباحثات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في المملكة المتحدة، تؤكد الحرص المشترك على تطوير الشراكة الاستراتيجية التي تقوم على إرث وتاريخ طويل من الصداقة والعلاقات والتعاون والتخطيط للمستقبل واستشراف أفقه وامتلاك كل مقومات الرحلة نحو غد مشرق، وخلال الأزمات يمكن أن تشكل الأحداث الطارئة اختباراً لقوة التحالفات، وهو ما تبين بشكل دائم بين الدولتين، سواء خلال أزمة “كوفيد19″، وكيف سارعت الإمارات للوقوف بجانب الأصدقاء أو من خلال التأكيد على أهمية التحرك الدولي لإيجاد حلول سياسية للكثير من الأزمات ودعم مساعي التسوية في عدد من مناطق العالم والتحرك الفاعل الذي يكون كفيلاً بالحد من معاناة شعوب دول عدة وضمان أمنها وسلامتها.. وكل هذه المسيرة هي نتاج حقيقي للتعاون المتزايد على مختلف الصعد.
آلاف الشركات البريطانية تعمل في الدولة، وعشرات الآلاف من مواطني المملكة المتحدة اختاروا الدولة مقراً للإقامة، والتبادل التجاري يتزايد باستمرار، وحركة السياحة لم تتوقف يومياً بين الطرفين، وهو مؤشر قوي على توجه عصري يواكب المساعي التي يحرص الجانبان عليها.
الإمارات وبريطانيا شراكة التاريخ والحاضر والمستقبل، نموذج ملهم لتعاون الأمم وتطورها وتبادل المنفعة وتحقيق المصالح المشتركة من خلال نموذج غاية في التحضر ومواكبة العصر، مسيرة تكتسب قوة متنامية وطموحات واعدة نحو الأفضل دائماً.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.