الارتقاء بجودة العمل تقدم للأوطان
إن الأمم الحضارية والدول المتقدمة التي تضع الإنسان وسعادته وكل ما يتعلق بحياته في طليعة الأولويات والخطط والاستراتيجيات، تعرف هدفها جيداً وتعي أن كل استثمار في تجويد الحياة يشكل نقلة نوعية على مختلف الصعد، وتؤكد دولة الإمارات في ظل قيادتها الرشيدة عزمها وفكرها المتقدم من خلال ما تحرص عليه من تقديم كافة المقومات التي تجعل سعادة الإنسان عملية مستدامة وفق أسس علمية ومواكبة لمتطلبات العصر وبما يضمن تحقيق أفضل النتائج، فهي وطن الإنسان سواء من خلال ما توفره من حقوق وكرامة وكافة عوامل السعادة، أو من خلال ما يتم العمل عليه من زيادة جودة الحياة، ويأتي إعلان حكومة الإمارات عن النظام الجديد للعمل في القطاع الحكومي الاتحادي بالدولة بحيث يكون أربعة أيام ونصف يوم عمل وذلك من يوم الإثنين إلى الخميس، ونصف يوم عمل في يوم الجمعة، وتكون العطلة الأسبوعية يومي السبت والأحد، ليشكل نقلة قوية في تحقيق النتائج التي ستكون مضاعفة سواء على مستوى السعادة الأسرية وما يشكل ذلك من دافع كبير للتنافسية التي تحققها الإمارات وتبينها المؤشرات ذات الصلة، بالإضافة لمواكبة التطورات العالمية من خلال زيادة الاندماج مع الاقتصادات والأسواق والتطابق مع التعاملات التجارية، وكذلك تتمثل فاعلية القرار الجديد من خلال إمكانية تطبيق العمل عن بعد وبطريقة مرنة خلال يوم الجمعة، وهو قرار يؤكد تقدم الدولة على مستوى المنطقة والمجتمع الدولي من خلال رؤية بعيدة، وهو ما يؤكد قدراتها التي تبين ما تمثله من وجهة جاذبة للاستثمار والعمل والعيش، مع ما يشكله القرار من تفعيل منظومة العمل الحكومي وزيادة مرونته التي يتم من خلالها التعامل مع جميع التطورات والتبدلات على الساحة الدولية، حيث أن التأقلم حالة راسخة في مسار العمل الحكومي الوطني الذي لا يعرف الروتين ولا الجمود ويتميز بالقدرة على تحقيق الاستباقية في جودة وفن العمل الإداري الذي يتناسب وكافة المستجدات أو المتغيرات.
إن جعل الإجازة الأسبوعية يومين ونصف، يوجد توازناً قوياً بين متطلبات العمل والحياة الأسرية، وكلما ازداد التوازن ازدادت الكفاءة والإنتاجية عبر إعطاء دفع كبير للجهود المدروسة على مختلف الصعد والتي ستكون في النهاية دافعاً لخلق استقرار وسعادة لضمان تفجير كافة الطاقات الخلاقة في بيئة عمل متفردة ومتميزة يتجسد فيها مفهوم الإدارة المتطورة وفاعلية القرارات الحكومية.
في وطننا ننعم بحكومة رشيدة تعتبر ملهمة وتنتهج الإبداع في القدرة على سن القرارات بعد دراسة مستفيضة تأخذ في الاعتبار أفضل المعايير التي يتم اعتمادها عالمياً وتضيف إليها ما يواكب خصوصية المجتمع الوطني بحيث تكون كفيلة بخلق بيئة لا مثيل لها، وهو إنجاز جديد تؤكد من خلاله حكومتنا رؤاها العميقة وفكرها المستقبلي وإمكانية مواكبة العصر واختيار الأفضل لتحقيق جميع النتائج التي تعكس قوة الجهاز الحكومي واختيار السبل المناسبة لتحقيق المردود الأفضل على مختلف المستويات .
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.