اسعَ لسعادتِك ولا تؤجل

الرئيسية مقالات
محمد الحسن :إعلامي
6874-etisalat-postpaid-acquisition-promo-2024-728x90-ar

اسعَ لسعادتِك ولا تؤجل

 

 

في الحقيقة لا تعرف السعادة عمراً ولا ظرفاً ، بل الكبير والصغير والغني والفقير يبحث عنها في كل مكان وزمان، لأن السعادة هي تلك الطاقة التي تمدنا بالأمل والسعي إلى حياة هنيئة، وارتباط السعادة بمتاع الدنيا وزينتها لا أراه وثيقاً للغاية فكم من أناس نراهم سعداء رغم أنهم لا يجدون قوت يومهم وهناك في المقابل أناس يملكون المال والدنيا بأكملها إلا أننا نحس من بعضهم الحزن ولا مكان للسعادة لديهم.

هنا أريد أن أقولها وبقوة أنت من تصنع السعادة بنفسك لنفسك؛ فلا تنتظرها من الآخرين، ولا تؤجل سعيك إليها …. قم بما يجعلك تحب هذه الحياة الجميلة وعامل نفسك بأحب ما تحب أن يعاملك به الناس، جدد في حياتك، جدد ثقتك بنفسك وثمِّن ما تملك من مواهب، وافعل ما يسعدك، نسِّق من جديد أهدافك، افهم احتياجاتك وارسم سلماً جديداً لطموحاتك، اكتشف مواهبك وقدراتك، كافىء ذاتك عند نجاحاتك وإنجازاتك الرائعة، سامح نفسك كما تسامح الآخرين وتلتمس لهم الأعذار، قدِّر نفسك كما تقدر الآخرين وتتجاوز عن الأكدار منهم، فلنفسك عليك حقاً، أسعد نفسك … فأسعدُ الناس هم الذين يحسنون إلى أنفسهم ويعاملونها المعاملة الإيجابية التي تستحقها، أبهج نفسك وحقق أمانيها وانشر البهجة لمن حولك، وبحثك عن سعادتك وسعيك لها لا يمنع تواصلك وبحثك عن الأشخاص الذين يشعرونك بالرضا عن نفسك ويعززون ثقتك بنفسك ويساعدونك على صناعة السعادة لك ولغيرك، بل إن ذلك من أسباب السعادة ، فأنت كائن اجتماعي لا يمكن أن يعيش بمعزل عن بني جنسه والإنسان الواعي يستمد الإيجابية والطاقة ممن حوله، فاشرب كوب قهوتك مع صديق مقرب وبث إليه أسرار سعادتك، وقابله بأجمل ابتسامة ظاهرة نابعة من أجمل مشاعر باطنة، فهو طاقة نجاح وتفاؤلك، وبيئة تحفيز ودافعية واستلهام لصنع السعادة وكلما أحطت نفسك بأصدقاء إيجابيين في أفكارهم …..في أقوالهم ….في تصرفاتهم، كنت أقرب للسعادة.

وهنا تجدر الإشارة إلى أهمية التحفيز العقلي والنفسي للشخص في ذاته، بأن يزودها بجرعات من الأمل والتفاؤل للسعادة رغم ابتعادها عنه، لأن العقل الباطن للإنسان يتعايش مع البيئة والمحفزات التي تغرس فيه، فإذا ما بدأنا صباح يومنا بإيجابية وبثثنا أنفاس السعادة في نفوسنا، وقمنا ببرمجة عقلنا الباطن بتمرينات التكرار الإيجابي كقولنا ” أنا سعيد”… ” أن متميز ” أنا متفائل” …” أنا واثق من نفسي “وشحنّا أنفسنا شحنة إيجابية قبل ذلك، وشحنة عاطفية مصاحبة، سنجد أنفسنا تلقائياً مندفعة نحو سعادة منشودة ولا تتوقف عند حد، بل سنتخطى مجرد التفكير بما يراودنا من توهمات أو ما قد يحصل لنا من انتكاسات أوتقف في طريقنا من عقبات، بل سنتجاوز أيضاً كل ما هو سلبي، ولن نخشى خسارة أو فشلاً أو نتصور تجربة ماضية مريرة، بل نعيش لحظة حاضرة ترسم لنا مستقبلاً زاهراً، وسعادة حاضرة توصل لسعادة مستمرة، لأننا نجعل القلب والعقل رهن تلك اللحظات التي لا يمكن الانفكاك عنها، والتي نعيشها بثقة إن شاء الله .

وإذا كان الأمل والتفاؤل والطموح مطلوباً في سعينا للسعادة وتحقيقها، فينبغي أن يكون الإنسان واقعياً وبقسمة ربه بعد السعي راضياً، فهو في دار الدنيا …، وما كملت الدنيا لأحد، وما كملت السعادة لأحد، ولا بد من القناعة والرضا، وكما قال الشاعر:

إذا كنت ذا قلب قنوع، فأنت … ومالك الدنيا سواء

لذا من هذا المنبر الراقي لنبحث جميعنا عن سعادتنا التي هي قريبة منا، ونصنعها بأنفسنا، ونضع لها علامات فارقة تخدم تطلعاتنا، لأننا بحاجة إليها لتمهد لنا طريق الحياة فتستقر بها أنفسنا وتطمئن بها أرواحنا، وتزيل المصاعب وتهون المتاعب، وتضعناعلى طريق معبّد يحقق أمانينا، ….ابحث عن سعادتك … أسعد نفسك …وأسعد غيرك …ولا تكتمل سعادتك إلا بإسعاد الآخرين .

 

alkheyal@hotmail.com


تعليقات الموقع