الإمارات وكوريا الجنوبية.. تعاون الكبار
تمثل الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا الجنوبية الصديقة، نموذجاً حضارياً متقدماً لما يجب أن يكون عليه التعاون بين القوى العالمية المؤمنة بأهمية تعزيز العلاقات التي تقوم على إرادة قوية تؤكدها القيادات في الدولتين، وما يتم تحقيقه من إنجازات تخدم المصالح المشتركة وتعزز التطور والتقدم والازدهار، والعلاقات الثنائية بين الإمارات وكوريا الجنوبية تاريخية تعود لأكثر من 4 عقود كانت خلالها نتائجها المبهرة حاضرة على الكثير من الصعد مثل الجانب الاقتصادي والطاقة النووية السلمية وغيرها من المجالات الحيوية، مع مساعٍ متواصلة للمزيد من البناء على ما تحقق خلال تلك المسيرة النموذجية من العلاقات، وهو ما بينه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، خلال استقبال فخامة مون جاي ان – رئيس جمهورية كوريا الجنوبية، بقول سموه: “أثناء استقبال الرئيس الكوري الجنوبي اليوم في إكسبو دبي 2020 .. علاقاتنا التي تمتد 41 عاماً تتطور بشكل متسارع مع كوريا والتي تشكل الإمارات الشريك التجاري الأكبر لهم في المنطقة.. ونسعى لشراكة استراتيجية اقتصادية شاملة معهم”.
زيارة فخامة رئيس كوريا الجنوبية تأتي ضمن سلسلة متواصلة من لقاءات القمة التي تتم على أعلى مستوى بين البلدين بهدف سبر واستشراف المستقبل وبحث كافة جهود تعزيز التعاون ليواكب التطلعات الاستراتيجية التي يتم العمل عليها في دولتين تحرصان على البناء على الإنجازات المحققة وتأكيد دور العلم في النهضة المشرفة لهما كقوتين سواء على المستوى الآسيوي أو العالمي، حيث باتت الشراكات ضرورية وواجبة لما تثمره من نجاحات وإنجازات كبرى ونظراً لما يستوجبه العصر المتسارع من فتح آفاق جديدة ضمن الشراكة التي تقوم على قطاعات أساسية مثل التكنولوجيا والطاقة.
كذلك يشكل التنسيق وتبادل وجهات النظر حول القضايا العالمية أحد جوانب الشراكة الاستراتيجية المتنامية بين الطرفين، والحرص على تبادل وجهات النظر وتغليب دعم كافة الحلول السلمية للأزمات ضمن القانون الدولي وتجنيب العالم التوترات والهزات التي يمكن أن تنجم عن غياب التوافق الدولي، مما أكسب الدولتين مكانة قوية على الساحة الدولية، إضافة إلى ما تشكله الدولتين من قوتين في مجالات كثيرة من قبيل الاقتصاد والصناعات المتقدمة وما تنعمان به من طاقات خلاقة وإبداعية متقدمة.
العلاقات الإماراتية – الكورية الجنوبية مثال ملهم لكافة دول العالم التي يجب أن يكون التعاون الدولي من ثوابتها الراسخة في التعامل مع كافة التحديات فضلاً عما تشكله من تأكيد لأهمية السعي المستمر للتعاون وتوسيع أفقه بما يواكب تطلعات جميع الأطراف.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.