“إكسبو 2020 دبي” مرآة وطن

الإفتتاحية

 

“إكسبو 2020 دبي” مرآة وطن

 

تحرص دولة الإمارات بفضل نهج قيادتها الرشيدة واستراتيجيتها التي تعمل من خلالها على إثراء الجهود العالمية في جميع الأحداث والفعاليات التي تسعى لتشكل منصات مستقبلية وموطناً تتلاقى فيه العقول وتتحد فيه الجهود، وقد شكل “إكسبو 2020 دبي” حدثاً عالمياً رائداً وغير مسبوق، فهو كما شهد مشاركة قياسية حرص عليها رؤساء وقادة ووزراء ومسؤولين وصناع قرار وخبراء وعلماء وزوار من 192 دولة، كذلك شكل من خلال الرسالة والأهداف التي يسعى لتحقيقها نموذجاً ملهماً ومتقدماً على مستوى العالم، وجسد قدرات الإمارات وطاقاتها الإبداعية الخلاقة، لذلك لم تكن المشاركة غير المسبوقة للتعرف على ثقافات العالم وتحديات الزمن الحاضر وسبل الاستعداد للمستقبل الهدف الوحيد، بل بينت الفعاليات أن الكثير من الوجوه العالمية حرصت على التواجد في المحفل العالمي بهدف نيل شرف المشاركة وترك بصمة في الحدث الأكبر من نوعه، حيث أثبت التنظيم قوة الفكر المتقدم ورؤيته الطموحة عبر النشاطات والفعاليات التي تهم جميع الشرائح وترضي مختلف التطلعات، فكما حضرت قوى العالم الفاعلة لبحث التعامل مع التحديات واستنباط حلول للأزمات الكبرى التي تهم العالم من بيئية ومناخية وغذائية وطاقة متجددة وغيرها، كذلك كانت الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية والاجتماعية التي تواجد فيها نجوم العالم في الكثير من المجالات، وكما أن الإمارات أكثر الوجهات استقطاباً للكفاءات والمواهب والمبدعين والمستثمرين، فقد جسدت من خلال “إكسبو” مكانتها وعرّفت الجميع على صورتها الحضارية وإرثها الحضاري وعاداتها وقوة توجهها نحو المستقبل وخططها الفاعلة التي تعمل من خلالها لخير الإنسانية وما وصلته من مكانة بفضل جهود قيادتها ونظرتها البعيدة لعالم أفضل تعمل لتحقيقه.

القيادة الرشيدة وعدت العالم بأن “إكسبو 2020 دبي” سيكون محطة استثنائية في مساعي البشرية نحو الأفضل، خاصة أنه يأتي في ظرف دقيق جراء “كوفيد19” فشكل بوابة للأمل وتأكيداً للقدرة على هزيمة الوباء، وعكس التنظيم قوة الإمكانات التي تنعم بها الدولة لحفظ صحة المشاركين والزوار والذين فاق عددهم الـ11 مليون إنسان، مما شكل إنجازاً فريداً على المستوى الدولي بكل دلالته ومعانيه وما يمثله من منصة لاستعراض أحدث ما وصل إليه العقل البشري من تمكن في الابتكار والتكنولوجيا وأهمية العمل الجماعي المنظم في سبيل الغد ليكون متقدماً ومزدهراً وفق روابط تقوم على التعاون والانفتاح والتكامل الواجب حيث الاستحقاقات والتحديات المتعاظمة تشكل شأناً عالمياً جامعاً.

طالما أكدت قيادتنا الرشيدة أن الحدث سيكون “العالم في مدينة”، وهو ما نتابعه جميعاً ونعيش من خلاله كل معاني الفخر والاعتزاز ونحن نرى كيف أن وطننا قلب العالم النابض وفي كل موقع يوجد رسالة خير نقدمها للعالم وتبياناً لعزيمة قوية نرسخ من خلالها موقعنا المتفرد وقوتنا التنافسية، وكيف تجتمع العقول والطاقات والكفاءات لصالح الإنسانية وأجيالها اللاحقة.


تعليقات الموقع