الإمارات وحماية التراث الإنساني
في كل محفل خير يهم الإنسانية نجد دولة الإمارات انطلاقاً من مبادرات ونهج قيادتها الرشيدة تتقدم الصفوف وتبادر وتعزز كل جهد بناء يصب في خدمة البشرية وشعوبها، ومن ضمن المبادرات التي تحرص عليها الإمارات تخفيف تداعيات الصراعات والنزاعات والحروب على الإنسان وكل ما يتعلق به، وكما رسخت موقعها المتفرد في العطاء الإنساني.. كذلك كان للجانب التراثي شأناً رئيسياً في توجهاتها، وذلك انطلاقاً من تأكيدها لأهمية التراث الإنساني بوصفه إرثاً لا يعوض في حال اندثاره جراء أي سبب كان، فعملت دائماً على صونه بمكوناته المادية وغير المادية، وفي ذلك ترجمة لما تحرص عليه من اعتزازها بتاريخها وقوة ارتباط شعبها بجذوره وأصالته، وبفضل جهود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ودوره التاريخي الكبير، تعزز انتباه العالم لأهمية التعاون بهدف حماية التراث الثقافي المهدد بالخطر، واحتضنت العاصمة الإماراتية أبوظبي فعاليات دولية أكدت أهمية حماية تراث الشعوب في المناطق التي تشهد صراعات وأزمات تهدد ذلك الإرث.
ويشكل تقديم الإمارات 20 مليون دولار لدعم مشاريع حماية التراث في مناطق النزاع الذي تم الإعلان عنه خلال المؤتمر الثاني للجهات المانحة للتحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع ” ألف”، المنعقد في باريس، تأكيداً لتوجهات دولة الإمارات وحرصها على المشاركة الفاعلة النابعة من قناعاتها بأهمية التراث الثقافي كخزان تاريخي يوثق لمسيرة الشعوب ويحفظ أهم محطاتها ويقدم صورة عن التطور الذي مرت فيه بجميع مراحلها، لما يمثله الإرث الثقافي لأي أمة من كنوز لا تقدر بثمن، فضلاً عما يشكله ذلك من تأكيد أهمية حفظه للأجيال اللاحقة ليكون المرآة التي تعكس تاريخ أممها عبر مختلف المراحل.
عملت دولة الإمارات دائماً على مبادرات كثيرة من قبيل ترميم المناطق الأثرية المتأثرة بالحروب والنزاعات لما تشكله تلك الصروح من تجسيد للتآخي وتعريف بالثقافات وأماكن حملت الكثير من محطات التاريخ الإنساني، فكانت مشاريعها تلك تعبيراً عن قيم نبيلة جسدت من خلالها رؤيتها في مختلف المراحل وأهمية أن ينصب التعاون الدولي على إنقاذ كل ما يصنف ضمن “الإرث الثقافي”، وكجسر حضاري للتقارب والتواصل مع مختلف الشعوب عن طريق المبادرات الهادفة التي تقوم بها الدولة.
حماية التراث الإنساني مسؤولية عالمية كبرى، ولابد من تفعيل التعاون التام على المستوى الدولي، لأن ذلك يشكل اهتماماً بكنوز معرفية وثقافية وتاريخية لا تقدر بثمن وتهم البشرية جمعاء، وللتأكيد على ما تشكله من خزان يختصر الكثير من المحطات التي كان لها شأن في التعريف بتطور الثقافات والتاريخ البشري.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.