الإمارات واليونان.. علاقات تاريخية وشراكة استراتيجية

الإفتتاحية

 

 

تشكل العلاقات الثنائية بين الإمارات واليونان منذ قرابة نصف قرن نموذجاً للتعاون الهادف والمتنامي على الصعد كافة بين الدولتين الصديقتين، وهو ما أكد أهميته صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة “حفظه الله ورعاه”، خلال استقباله معالي كيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء جمهورية اليونان الصديقة الذي يقوم بزيارته السادسة إلى الدولة منذ توليه رئاسة حكومة بلاده، وما تخللها من تبادل مذكرات واتفاقيات تعاون،  بقول سموه: “العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات واليونان والتي بدأت خلال عام 1976 قوية ومتطورة ومتعددة المجالات”، كما أكد سموه الزخم المتنامي للشراكة الاستراتيجية والعمل على دعمها والحرص على تعزيزها مبيناً أنها “حققت نقلة نوعية في العلاقات وأن دولة الإمارات لديها حرص كبير على دفع هذه الشراكة إلى الأمام في مختلف المجالات”.

مسيرة العلاقات الإماراتية – اليونانية التاريخية تكللت بإقامة شراكة استراتيجية تقوم على أسس صلبة من التعاون والتفاهم والاحترام والعمل على توسيعها وتعزيز أفقها في مختلف المجالات ومنها العسكرية الخاصة بالتعاون الدفاعي، والاقتصادية التي يستدل عليها بتسجيل نمو 67% في التجارة الخارجية غير النفطية في 2021 قياساً على العام 2020، وبفضل رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان “حفظه الله ورعاه”، حققت الشراكة الثنائية نقلات كبرى لتحقيق تطلعات البلدين والشعبين الصديقين في التنمية بفعل التعاون الهادف، وتشكل القمم والمباحثات والاتصالات الدورية بين سموه والقيادة في اليونان، وكذلك اللقاءات الرسمية على مختلف المستويات مدى الحرص المشترك على تنمية العلاقات والارتقاء الدائم بها، بالإضافة إلى ما يمثله التعاون الكبير من تجسيد لقوة وشجاعة القرارات القائمة على الرؤية البعيدة والنظرة العميقة والحكيمة في منطقة شهدت الكثير من الأحداث والتوترات في خضم التطورات على الساحة الدولية والتي بينت الحاجة إلى علاقات نموذجية على غرار ما يشكله التنسيق بين الإمارات واليونان وآثاره الإيجابية الداعمة للأمن والاستقرار على المستوى الإقليمي برمته كما أكد ذلك البيان المشترك بمناسبة المحادثات.

العالم يحتاج إلى تعميم النموذج العصري المتقدم الذي تمثله العلاقات بين الإمارات واليونان وما تشكله من أهمية وما تقوم عليه من توافق تام في الرؤى لعالم مستقر وضرورة التعامل مع تحدياته وأزماته وصراعاته من خلال السعي لإنجاز حلول سياسية تُغَلِب مساعي تحقيق السلام والاهتمام بالبعد الإنساني تجاه المتأثرين بالنزاعات وتداعيات الأحداث وذلك عبر مبادرات فاعلة ورؤية حكيمة وواضحة تتسم بالشفافية ويمكن أن تحدث التغيير نحو الأفضل في مواكبة جهود دعم العلاقات الثنائية وما تثمره من نتائج وفوائد مستدامة في خدمة البلدين الصديقين.


تعليقات الموقع