أبوظبي واحة الثقافة العالمية

الإفتتاحية

أبوظبي واحة الثقافة العالمية

 

بفضل جهود وحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، تحرص الإمارات على تعزيز المبادرات الثقافية وتأصيلها كأحد جوانب الهوية الوطنية لدورها الهام في النهضة الحضارية الشاملة، وتعزز مساعيها الهادفة لبناء فكر متقدم يكون قادراً على دعم مسيرة التنمية ضمن مجتمع تشكل الثقافة إحدى مقومات تميزه، بالإضافة إلى التطوير الدائم للفعاليات الدورية مثل “معرض أبوظبي الدولي للكتاب” الذي يعتبر من الأهم إقليمياً ودولياً لما يشهده من أنشطة وندوات وعروض تعتبر مصدر غنى فكري وثقافي بمشاركة مئات دور النشر والجلسات التي يتحدث فيها مبدعون ومثقفون وأدباء وهو ما يتبين من حجم المشاركة في الدورة الحالية “1130 ناشراً من أكثر من 80 دولة، وأكثر من 450 فعالية ثقافية ومعرفية وإبداعية”.

ترتقي الأمم بالثقافة التي يشكل الاهتمام بها دليلاً على بناء الفكر الهادف والمجتمعات الواعية والملمة والمطلعة، فضلاً عما تعكسه الجهود الثقافية من توجهات قوية، وهو ما تؤكد أهميته قيادتنا الرشيدة دائماً وتعمل على جعل الاطلاع والقراءة من الممارسات الثابتة وتدعم مأسستها وتنظم الفعاليات والمعارض التي ترضي نهم كافة الفئات للمعرفة والاطلاع وتبين أهمية الكتاب في حياة الجميع.

فعاليات “معرض أبوظبي الدولي للكتاب” تناسب مختلف الشرائح العمرية، ويشكل بدوره منصة لاستعراض وضع قطاع النشر عالمياً ومستقبله وسبل تطويره، بالإضافة إلى تسليط الضوء على إبداعات وإنجازات المؤثرين الكبار في حقول الأدب والثقافة، ولا شك أن الدورة 31 لـ”المعرض” سوف تشهد برنامجاً غنياً خاصة من حيث الاحتفاء بالتميز سواء على مستوى الدول بحكم اختيار جمهورية ألمانيا الاتحادية الصديقة ضيف شرف وتكريم نخبة من مثقفيها ومبدعيها ومفكريها، أو من خلال اختيار طه حسين عميد الأدب العربي ليكون شخصية العام المحورية لـ”المعرض”، وذلك بتخصيص جناح يحوي أهم مؤلفاته ومراجعه الفكرية لتسليط الضوء على مسيرته وإبداعه في الثقافة والأدب العربي وتأثيره الكبير المتواصل بعد قرابة 50 عاماً على رحيله.

“معرض أبوظبي الدولي للكتاب” يشكل جانباً من الاستراتيجية الثقافية الهادفة لأبوظبي، وتأكيداً لموقع العاصمة الإماراتية كحاضنة للإبداع العالمي ومحفز لتقدم المجتمعات، وبالتالي تتمثل الأهمية المضاعفة للمعرض بحكم أنه واحة فكرية للتلاقي وتأكيد أهمية الثقافة كجسر للتلاقي بين مختلف الشعوب، وهو ما تحرص عليه أبوظبي وتبين من خلاله قوة رسالتها الثقافية والإنسانية في العمل الدائم لتحقيق الانفتاح والتلاقي والتعايش والتعارف بين جميع الأمم، ويكتسب “المعرض” أهمية مضاعفة بحكم أنه واجهة حضارية لمدينة تحرص على الاهتمام بالفكر الإنساني وتنميته وبنائه، فضلاً عما يمثله من انعكاس لديناميكية الحراك الثقافي في الإمارات.

 


تعليقات الموقع