تشكل زيارة الدولة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، إلى فرنسا، وما يواكبها من أجواء احتفالية ورسمية وتغطية إعلامية واسعة لزيارة ضيف فرنسا الكبير، وما يتخللها من فعاليات ومباحثات مع فخامة الرئيس إيمانويل ماكرون وكبار المسؤولين.. محطة تاريخية تعكس ما يجمع بين البلدين من علاقات راسخة تعود لعشرات السنين أسسها الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، والحرص المتبادل على تعزيزها من خلال الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما، كما تكمن أهميتها من حيث كونها الزيارة الخارجية الثانية لسموه بعد المشاركة في “قمة جدة للأمن والتنمية”، والرسمية الأولى إلى دولة صديقة منذ تسلم سموه مقاليد الحكم في دولة الإمارات، وتتم في وقت يشهد فيه العالم الكثير من الأزمات التي تستوجب تنسيق المواقف.
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، أكد المضي قدماً لدعم التعاون البناء مع فرنسا، وقال سموه بمناسبة الزيارة التاريخية: “فرنسا صديق وحليف استراتيجي لدولة الإمارات، تميزت علاقاتنا التاريخية بالمواقف الثابتة والتعاون المثمر في العديد من المجالات، واليوم أعبر عن سعادتي بزيارة باريس العريقة ولقاء صديقي الرئيس إيمانويل ماكرون .. ماضون في تعزيز هذه العلاقات نحو آفاق أكثر تنوعاً ونمواً وازدهاراً”، وهو موقف راسخ لمواصلة جني النتائج الكبرى لمسيرة مستمرة بقوة منذ نصف قرن من التعاون المتنامي على مختلف الصعد السياسية والعسكرية والأمنية والعلمية والأدبية والاقتصادية، وتوافق تام في ملفات حيوية مثل التكنولوجيا والطاقة إذ أكد سموه “حرص الإمارات على دعم أمن الطاقة في العالم عامة وفي فرنسا الصديقة خاصة”.. وكذلك المناخ حيث بين سموه أن: ” الإمارات وفرنسا لديهما اهتمام كبير بقضايا البيئة ومواجهة التغير المناخي في إطار “اتفاق باريس بشأن المناخ”، وهذا يفتح المجال أمام مزيد من العمل المشترك” مؤكداً التطلع إلى التنسيق والتعاونِ لتعزيز الاستجابة الدولية للخطر الذي يهدد كوكبنا والمتمثل في التغير المناخي”.. كما أن الإمارات من أكبر الشركاء التجاريين لفرنسا إذ بلغ حجم التبادل التجاري 256.1 مليار درهم خلال 10 سنوات، وتستضيف معظم الشركات الفرنسية في المنطقة وعددها 600 شركة، وآلاف الفرنسيين الذين يقيمون في الدولة، واستقطبت ملايين السياح خلال سنوات، بالإضافة إلى عمل الدولتين على تأسيس “تحالفات خير” شديدة الأهمية مثل “حماية التراث العالمي في مناطق النزاع”، والعمل على مواجهة التحديات ومحاربة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله.
حين تجتمع القيم والأخلاق والتطور والرؤية المستقبلية في انعكاس لقوة الترابط التاريخي فنحن أمام دولتين من أهم حواضن الجمال الحضاري والثقافي والفكري في التاريخ الحديث، ويدرك العالم أهمية دعم الإمارات وفرنسا للحوار بين مختلف الحضارات والثقافات بهدف تحقيق الانفتاح والتلاقي وبناء العالم الجديد على أسس صلبة من التنوع والتعايش الإنساني.
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه” قائد استثنائي وزعيم عالمي يؤسس لوجه جديد للمنطقة برمتها عبر القرارات التاريخية والشجاعة لتحقيق السلام وتوسيع رقعته والتركيز على التنمية وتعزيز التعاون مع الحلفاء نحو عالم أكثر استقراراً، حيث أن الفكر القيادي الفذ لسموه والقائم على رؤية ثاقبة تستند إلى قراءة دقيقة وواقعية لمسار التاريخ ومآلات التطور كان كفيلاً بإيجاد بوصلة لا تتأثر بكم التطورات الهائلة على الساحة الدولية بكل ما فيها من تحديات متداخلة، وبفضل سموه رسخت الإمارات موقعها كصانعة للقرار والحليف الأكثر ثقة ومصداقية لأعرق وأهم دول العالم ومنها فرنسا، والتي تؤكدها أهمية الزيارة لتحقيق نقلات نحو آفاق أكبر من التعاون سواء لما فيه صالح الدولتين أو العالم، إذ تؤكد لقاءات القمة الدورية الحرص على تنميتها لتواكب تطلعات الدولتين والشعبين الصديقين في التنمية والازدهار والتقدم.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.