الإمارات وفرنسا.. شراكة استراتيجية مستدامة

الإفتتاحية

 

 

 

زيارة الدولة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، إلى فرنسا، شكلت محطة تاريخية واستثنائية بكل المقاييس، سواء لنتائجها الهادفة لخير البلدين الصديقين وما تخللها من توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم ومنها اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة في مجال الطاقة لتعزيز أمن الطاقة وتوفيرها بتكاليف مقبولة والحد من الانبعاثات بحكم أن الإمارات من أهم ضامني الإمداد الموثوقين وضمن أكبر 6  دول من حيث الاحتياطي وتستثمر أكثر من 50 مليار دولار في مشاريع للطاقة النظيفة بست قارات.. أو لما تشكله من مصدر إلهام ونموذج مشرف للتعاون المثمر كما أكد سموه بالقول: “شهدت مع الرئيس إيمانويل ماكرون توقيع اتفاقية لتأسيس شراكة استراتيجية شاملة في مجال الطاقة بين الإمارات وفرنسا لتعزيز وتسريع العمل في هذا القطاع الحيوي والمهم.. نسعى إلى ترسيخ العلاقات بروابط اقتصادية قوية ومستدامة”.. وكذلك تأكيد سموه على قوة العلاقات والعمل على تنمية التعاون بالقول: “علاقات صداقة راسخة وشراكة استراتيجية طموحة لها طابع خاص تجمع البلدين.. نحرص على تنويع قاعدتها وآفاقها لتشمل مختلف المجالات التي تخدم أهداف البلدين”.

احتفاء بلد النور والعراقة والجمال بالضيف الكبير يعكس قوة العلاقات والشراكة الاستراتيجية الشاملة بين بلدين يتشاركان العزيمة للانطلاق نحو المستقبل بخطى واثقة، وكما يتقاسمان القيم والفكر والثقافة كممكنات للنهضة الحضارية التي ينعمان بها، يتعزز تعاونهما بفكر عصري وعزيمة قوية ورؤية استباقية وإدراك تام للاستحقاقات الواجبة والمقرونة بجهود ومشاريع كبرى في القطاعات الحيوية مثل المناخ، ليكون المستقبل مشرقاً وامتداداً للحاضر المزدهر من خلال مواصلة البناء على مسيرة العلاقات التاريخية والتحالف الذي يزداد صلابة والحرص المتبادل على استدامته ليكون أكثر فاعلية وزخماً ونتائجاً بما يمثله من نموذج رائد مواكب للعصر وتتجسد فيه كل مقومات الإبهار والإلهام سواء لما يهم البلدين أو من حيث تطابق المواقف تجاه القضايا والتحديات على الساحة الدولية.

صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، قائد يحظى باحترام العالم أجمع بحكمته وشجاعة قراراته ومواقفه ورؤيته، وبفضله باتت دولة الإمارات محط اهتمام ومتابعة المجتمع الدولي إذ فرضت نفسها وثقلها كقوة بين الكبار وشريك فاعل في رسم مستقبل البشرية وهو ما أبرزته التغطية الإعلامية الواسعة لزيارة سموه إلى فرنسا ومكانته كزعيم يمتلك القدرة على إحداث الفارق الإيجابي في مسيرة الإنسانية، حيث أن العالم بحاجة لمن يمده بالتفاؤل وينشر الأمل.

بين الإمارات حاملة مشعل النور وأيقونة زمانها ودورها الفاعل في قيادة العالم لما تحظى به من تنمية شاملة ومجد متعاظم.. وفرنسا بعراقتها وحضارتها وما يجمع بينهما من قيم وحرص على السلام والتواصل المعرفي وتعزيز العيش المشترك.. تاريخ من التعاون الذي لا يعرف الحدود والتحالف القوي والشراكة والعمل البناء والعلاقات التي تزداد متانة وقوة بين البلدين.


تعليقات الموقع