اعتمدت دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة الميثاق الأخلاقي للاختصاصيين الاجتماعيين في الإمارة، وهو الأول من نوعه على مستوى الدولة، ويعد ثمرة تعاون بين القطاع الأهلي والحكومي والمختصين في المجال الاجتماعي.
أعلنت ذلك عفاف إبراهيم المري رئيس دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة خلال حفل انطلاق فعاليات مؤتمر الخدمة الاجتماعية في دورته الـ 14 والذي تنظمه دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، تحت شعار “الابتكار في العمل الاجتماعي”، في قاعة الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، ويستمر لمدة يومين، ويقام برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد نائب الحاكم ، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة، وبحضور شخصيات بارزة وقيادات الهيئات الاتحادية والحكومية والخاصة في الدولة.
وقالت عفاف المري، ان الميثاق الأخلاقي للاختصاصيين الاجتماعيين يعكس القيم والمسؤوليات التي تعتبر جزءا مهما في العمل الاجتماعي وينص على المعايير والمبادئ التي تقوم عليها المهن الاجتماعية الملزمة للممارسين في جميع ميادين المهن الاجتماعية، ويقع على الجهة واجب التأكيد على التزام المهنيين ووفائهم بتطبيق ما جاء في الميثاق وحصولهم على الحقوق المهنية اللازمة لحماية أنفسهم وحقوقهم وحماية وتعزيز حقوق المستفيدين من الخدمة الاجتماعية. ومن أهدافه تنظيم الممارسة المهنية للاختصاصيين الاجتماعية وضبط جودتها، تحديد المبادئ الاخلاقية التي تستند عليها الممارسة المهنية للاختصاصيين الاجتماعيين، تعزيز وتأكيد اهمية الشراكة المجتمعية لبناء التكاملية في الأدوار الجماعية والذي يساهم إيجابيا في التنمية الاجتماعية.
وأكدت رئيس دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، بأن هدف المؤتمر لهذا العام هو خلق ثقافة جديدة في مجال العمل الاجتماعي وسياساته واستراتيجياته، من خلال تبادل الرؤى والخبرات حول مفاهيم وممارسات وتطبيقات الابتكار الاجتماعي، وتعزيز ممارسات الابتكار الاجتماعي لمواجهة التغيرات الاجتماعية منوهة بضرورة الوصول إلى رؤية شاملة عن أهمية الابتكار في الخدمة الاجتماعية وكيفية تحسينها لتلبية احتياجات مجتمعنا، خاصة وأن الخدمة الاجتماعية هي مجال حيوي في مجتمعاتنا، حيث يعمل المتخصصون في هذا المجال على توفير الدعم والمساعدة لمختلف الفئات المجتمعية من الأسر والأطفال وكبار السن وذوي الإعاقة ومختلف الفئات من فاقدي الرعاية الاجتماعية.
وأضافت أن المؤتمر يشكل منصة أساسية لنا جميعا لنتحدث ونناقش أهم قضايا التكنولوجيا والاتصالات والتقنيات الرقمية، بعد أن باتت تشكل الآليات الحديثة في إيجاد حلول مستدامة لمواجهة التحديات والقضايا الاجتماعية، واستشراف الذكاء الاصطناعي في الخدمات الاجتماعية، وبناء الشراكات بين المؤسسات الاجتماعية الحكومية والأهلية، من خلال التبادل المعرفي لدعم الابتكار الاجتماعي.
كما دعت المري المشاركين في المؤتمر لوضع توصيات تصب في مصلحة هؤلاء الأفراد الذين نعمل على من أجل توفير حياة كريمة ملؤها الرخاء والازدهار لمجتمعنا.
وبدأت فعاليات المؤتمر بجلسة حوارية بعنوان “الابتكار الاجتماعي في السياسات والإستراتيجيات الاجتماعية” شارك فيها أحمد الميل مدير دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، وعلياء الجسمي مدير أول الرعاية والتأهيل بمركز إدارة للعلاج والتأهيل في دبي، بشاير آل علي مدير مشروع هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية وعضو لجنة الابتكار، عبد الله الحارثي مدير البرامج الإدارية في جمعية تعافى، محمد الشاعر مستشار إداري في إدارة التنمية الأسرية.
وأكد الميل، بأن مفهوم الابتكار موجود منذ سنوات طويلة في الدولة، بل يعد من المفاهيم الأساسية الراسخة، والتي اعتمدتها القيادة الرشيدة للدولة بحكامها وأصحاب السمو وشعبها والمقيمين على أرضها، والتي يتقدمها اتحادنا تحت مظلة واحدة بناها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد طيب الله ثراه، وما نحن عليه اليوم هو ثمرة هذا الاتحاد وتجلت في القمم الحكومية والمنتديات في مجال الخدمة الاجتماعية التي أوجدت الكثير من الابتكارات فيه.
واستعرض الميل عددا من الابتكارات المتتالية في دائرة الخدمات الاجتماعية منها تنفيذ أحكام الرؤية لنزلاء المؤسسات العقابية مع أبنائهم وأسرهم أو لأبناء الطلاق، والتي كانت محصورة بمكان محدد لتصبح متوفرة في كل فروع الدائرة عبر شبكات اتصالات واسعة عن بعد لتصل لكل بيت، هذا بالإضافة إلى مشاركتنا بعضوية الشبكة العالمية لكبار السن وتعد الشارقة أول عضو عربي فيها من 2017 وعملنا بالمعايير العالمية التي تنص عليها ونشرها على مستوى القطاعات الحكومية والخاصة التي تبنتها وطبقتها كلا في مجال تخصصه، وإطلاق 10 مركبات مجهزة لنقل المسنين من طريحي الفراش من المنازل إلى المستشفيات ليس على مستوى الشارقة فحسب بل في كافة إمارات الدولة، وحققنا 89 خدمة ابتكارية في خدمة الفئات المستفيدة من خدمات الدائرة، وحاليا نعمل على تعديل مسارات المركبات العامة التي يتواجد فيها عدد كبير من كبار السن لتوفير وتسهيل تنقلاتهم للأماكن الحيوية.وام