ملحمة إنسانية تعكس قيم الوطن
تنفيذاً لتوجيهات وأوامر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، يأتي استقبال الدفعة السادسة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان “61 من محتاجي الرعاية الطبية مع 71 مرافقاً من عائلاتهم”، ضمن مكرمة سموه الإنسانية الحانية لعلاج ألف طفل فلسطيني من المصابين وعدد مماثل من مرضى السرطان من مختلف الشرائح العمرية في قطاع غزة بمستشفيات الدولة، ليعكس الجهود النبيلة التي تقوم بها الإمارات انطلاقاً من قيمها الأصيلة في العطاء والتفاعل الإيجابي مع احتياجات المنكوبين الأساسية، والتي تقدم أروع المثل على الاستجابة الواجبة وقوة جهود الخير وفاعلية المبادرات الاستثنائية للحد من معاناة المدنيين جراء الأوضاع الصعبة التي يمرون بها عبر منظومة متكاملة على أكثر من صعيد ضمن عملية “الفارس الشهم3″ بكل ما تشكله من ملحمة إنسانية و”فزعة خير” مبهرة ومحطة مشرفة ضمن الجهود التاريخية الداعمة للأشقاء الفلسطينيين في كافة الظروف، حيث أرسلت الإمارات 131 طائرة وسفينة شحن وأوصلت 14000 طن من المواد الغذائية والطبية، وأقامت مستشفى ميدانياً داخل القطاع يتسع لـ150 سريراً ويعمل بإشراف فريق طبي إماراتي، ودشنت 3 محطات تحلية مياه في رفح المصرية لتزويد القطاع بالمياه عبر تحلية نحو 600 ألف غالون يومياً وضخها عبر أنابيب لتأمين احتياجات 300 ألف نسمة، وكذلك استقبال 33 طالباً وطالبة من أبناء غزة للدراسة في الدولة وعلى نفقتها.
العطاء قيمة متجذرة في مجتمع الإمارات الحريص على المشاركة انطلاقاً من توجيهات القيادة الرشيدة ليكون صاحب دور مؤثر في المساعي التي تنتصر للإنسانية من خلال التطوع والمشاركات المنتجة، ومنها حملة “تراحم من أجل غزة”، والمتطوعون الطبيون الذين يشاركون في المستشفى الإماراتي الميداني في القطاع، بالإضافة إلى وفد الدولة المتواجد في مدينة العريش المصرية لتقديم المساعدات عبر معبر رفح، والتي تجسد مدى التضامن والتآزر وتشكل إضافة إلى مسيرة العطاء الإنساني في موازاة جهودها الدبلوماسية التي تسعى إلى التوصل إلى وقف فوري ونهائي لإطلاق النار عبر مواقفها التي تشدد على حتمية التعاون الدولي الهادف لحماية المدنيين وتأمين ممرات آمنة لمساعدتهم، ودعوتها الدائمة لإنجاز حل جذري للصراع يكون كفيلاً بتحقيق السلام العادل والشامل عبر “حل الدولتين” وفق المرجعيات المعتمدة، وهي مواقف تحظى باحترام العالم الذي يواكب بكل اعتزاز ما تقوم به الإمارات في مجلس الأمن ومشاريع القرارات التي تتقدم بها وسعيها لتقريب وجهات النظر بهدف إيجاد خرق ينهي الجمود الدولي ويوفر مساراً يتشارك فيه الجميع العمل لإنجاز المسؤوليات الإنسانية والأخلاقية الواجبة.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.