يرى عدد من المراقبين أن التعريف البريطاني الجديد للتطرف يأتي فقط في سياق مساعي لندن لمواجهة التطرف وحماية الديمقراطية

التعريف البريطاني الجديد للتطرف

الرئيسية مقالات
مركز تريندز للبحوث والاستشارات

 

اتجاهات مستقبلية

التعريف البريطاني الجديد للتطرف

 

 

 

كشفت بريطانيا، في 14 مارس الجاري، عن تعريف جديد للتطرف، وتأتي هذه الخطوة كما تقول الحكومة بعد تصاعد كبير في التصرفات المعادية للسامية والمعادية للإسلام في البلاد، منذ هجوم “حماس” على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، وينص التعريف الجديد على أن التطرف “هو ترويج أو تعزيز إيديولوجية تقوم على العنف أو الكراهية أو التعصب”، تهدف إلى تدمير الحقوق والحريات الأساسية؛ أو تقويض أو استبدال الديمقراطية البرلمانية الليبرالية في بريطانيا، أو خلق بيئة للآخرين عن عمد لتحقيق تلك النتائج.

ومن الجدير بالذكر في هذا الإطار أن الحكومة البريطانية ستقوم في ضوء التعريف الجديد، خلال الأسابيع المقبلة بإجراء إعادة تقييم للمنظمات والمؤسسات البريطانية لحسم إمكانية استفادتها من تلقي التمويل الحكومي والاجتماع بالمسؤولين، وقد قام مايكل جوف، وزير المجتمعات المحلية، بتسمية خمس منظمات قال إنه سيتم تقييمها وفقًا للتعريف الجديد وأن لديه مخاوف بشأن “التوجه الإسلامي” لثلاث من تلك المنظمات؛ هي: منظمة Cage، ومنظمة المشاركة الإسلامية والتنمية (MEND) ، و”الرابطة الإسلامية في بريطانيا” وهي الفرع البريطاني لجماعة الإخوان المسلمين، وسيكون للمجموعات والأفراد المصنفين متطرفين الحق في طلب إعادة التقييم وتقديم أدلة جديدة لمراجعة التقييم. كما يمكنهم الطعن في القرار من خلال مراجعة قضائية للقرار.

ومن اللافت في هذا السياق أن هناك معارضة من تيارات المدافعين عن الحريات المدنية والمنظمات المجتمعية وأعضاء في البرلمان للتعريف الجديد، بدعوى أنّ تسييس النقاش حول التطرف منذ الحرب بين إسرائيل وحماس هدفه تقويض مؤسسات بريطانيا الديمقراطية.  كما أثار التعريف الجديد، الذي تقول الحكومة إنه يهدف إلى “مكافحة التطرف الإسلامي واليمين المتطرف”، جدلًا بسبب ما قال البعض إنه يمثل رقابة على الفكر وليس الأفعال، ويستهدف الجمعيات الإسلامية دون غيرها، التي تقود التظاهرات ضد إسرائيل وتدعم الفلسطينيين الذين يتعرضون لحرب إبادة في غزة.

ومن جهة أخرى يرى عدد من المراقبين أن التعريف البريطاني الجديد للتطرف يأتي فقط في سياق مساعي لندن لمواجهة التطرف وحماية الديمقراطية، حيث حذّر رئيس الوزراء ريشي سوناك في وقت سابق “من أن المتطرفين واليمين المتطرف يقوّضون عمدًا الديمقراطية متعددة الأعراق في بريطانيا”، ودعا إلى بذل المزيد من الجهود لمعالجة المشكلة.

أما من حيث مدى تأثير التعريف البريطاني الجديد للتطرف على جماعة الإخوان المسلمين، فيري عدد من المتابعين لقضايا الإسلام السياسي، أنه يمكن النظر إلى التعريف المحدَّث على أنه أولى خطوات مواجهة جماعة الإخوان المسلمين وتطرفها في بريطانيا، ولكن الجماعة ستعمل على شنّ حملة على التعريف الجديد ومحاولة تفريغه من تأثيره كما حدث مع تقرير “جنكيز- فار” الصادر عام 2015 الذي أقر بتطرف الإخوان. وهناك اعتقاد بأن الخطوة البريطانية الجديدة إذا مضت في طريق التنفيذ وترتَّب عليها تصنيف الفرع البريطاني لجماعة الإخوان المسلمين (الرابطة الإسلامية في بريطانيا) منظمة متطرفة سيكون لها تأثير كبير على وجود الجماعة في أوروبا والعالم، نظرًا إلى أن بريطانيا تعدُّ معقل الإخوان في أوروبا.

 

 


تعليقات الموقع