اتجاهات مستقبلية
مواجهة التطرف.. “تريندز” يواصل كشف أباطيل الإخوان
في إطار الجهود التي يبذلها مركز تريندز للبحوث والاستشارات لمواجهة الأفكار المتطرفة، وفي مقدمتها أفكار جماعة الإخوان المسلمين، أصدر المركز موسوعة تتناول بالتحليل الأفكار المتطرفة والهدامة لجماعة الإخوان، وذلك في إطار أهدافه لخلق ما يسمى بالمناعة أو الوقاية الفكرية، لمنع الشباب والأجيال القادمة من اعتناق مثل هذه الأفكار، والتمسك بالوسطية والاعتدال الديني وقيم التسامح والتعايش.
وفى هذا الإطار صدر الكتاب الثاني عشر من موسوعة الإخوان المسلمين، والذي حمل عنوان “جماعة الإخوان المسلمين.. نبذ التسامح وإقصاء المختلف”، والذي يتناول أحد الجوانب الهامة والخطيرة في فكر جماعة الإخوان، وهو ما يتعلق بموقفها من الآخر، سواء كان مسلمًا أو غير مسلم، فكل من لا ينتمي إلى الجماعة فهو في نظرها آخر، وذلك على الرغم من الشعارات الكاذبة والمخادعة التي كانت الجماعة ترفعها على مدار عقود، بأنها لا تقبل فقط بقيم التسامح والتعايش والإخاء، وإنما تسعى إلى تعزيز وتكريس تلك القيم في المجتمعات، في حين أنها عندما سنحت لها فرصة الوصول إلى الحكم في بعض الدول العربية أو تصدُّر المشهد السياسي في دول أخرى، مارست أقصى أشكال الإقصاء والاستبداد والقهر السياسي تجاه الآخر، بمن فيهم من ينتمون إلى تيارات الإسلام السياسي، كل ذلك في سبيل انفرادهم بالسلطة.
تنبع أهمية هذا الكتاب من هدفه المتمثل في كشف حقيقة الأكاذيب والأباطيل التي كانت ترددها الجماعة حول الآخر، والقبول به، وإظهار الوجه الحقيقي لها، وذلك من خلال الغوص في أقوال وآراء مفكريها من أمثال حسن البنا وسيد قطب والقرضاوي وغيرهم، حول مفاهيم التعايش والأخُوّة، والولاء والبراء، وغيرها من المفاهيم الأخرى، لنكتشف أن معضلة إقصاء الآخر في الأدبيات الإخوانية هي معضلة بنيوية وليست عَرَضية، وهي التي تمهد لعقلية الاصطفاء والأستاذية والتركُّز حول الذات، واستغلال التَّقيِّة الدينية والسياسية لتحقيق الأهداف والغايات.
حيث بُنيت علاقة جماعة الإخوان مع الآخر، على أساس أن الجماعة وعناصرها يمثلون الطائفة المؤمنة القائمة على الحق، والتي لن يضرها مَن خذلها إلى يوم القيامة، وهي صاحبة الحق الحصري للإسلام دون غيرها، وأن كل من خالفهم أو رفض الانضمام إليهم فهو ليس من هذه الطائفة، ويدخل في نطاق الآخر المذموم. وعلى الرغم من أن الجماعة تزعم أن المجتمعات الغربية أرض خصبة لنشر الإسلام، فإن رؤيتها للغرب تقوم على أنه عدو للإسلام، ويحاول تدميره، وأن قيمه تتناقض مع الإسلام، وأنه لا ينبغي للمسلم الاندماج في تلك المجتمعات، بل يجب عليه محاربة القيم التي تسود فيها وتتعارض مع الإسلام.
إن ما توصل إليه الكتاب من نتائج بشأن رؤية الإخوان للآخر يكشف عن المخاطر التي يحملها الفكر الإخواني في هدم المجتمعات، وتكريس الفرقة والانقسام، بين أبناء الوطن الواحد، وأنه لا مناص من مواجهة تلك الأفكار بكل الطرق والوسائل؛ حتى تتمكن الدول والمجتمعات من الحفاظ على قوتها وتماسكها، من خلال ترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال والتسامح والعيش الواحد.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.