في حلقة نقاشية.. حوار عالمي بعنوان: الصين تقاسم فرص التنمية مع العالم

خبراء وباحثون يؤكدون عمق العلاقات العربية الصينية التي تتسم بالقوة والأفق الواسعة

الإمارات

 

 

 

 

أكد مسؤولون وخبراء وباحثون عمق العلاقات المتنامية بين الصين والدول العربية عامة ودول مجلس التعاون الخليجي خاصة، مشيرين إلى أنها تمتد لأكثر من أربعة عقود.

جاء ذلك في حلقة نقاشية نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، وذلك بالتعاون مع السفارة الصينية لدى الدولة ومجموعة الصين للإعلام، تحت عنوان “حوار عالمي: الصين تقاسم فرص التنمية مع العالم”.

وأجمع المشاركون في الحلقة، على أن العلاقات الصينية العربية تتسم بالقوة والمتانة، وأن هناك آفاقاً واسعة لتعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات، مؤكدين أهمية الاستمرار في الحوار وتبادل الأفكار، لضمان مستقبل مشرق للعلاقات بين الصين والدول العربية.

كما أوصوا بتعزيز التعاون بين الصين والدول العربية في مختلف المجالات، بما في ذلك التجارة والاستثمار والبحث العلمي والتكنولوجيا، إضافة إلى استثمار دور الإعلام في تعزيز التبادلات التجارية والثقافية والشعبية بين البلدين، وإشراك الشباب في رسم مستقبل العلاقات الصينية العربية.

وأكد الدكتور محمد عبد الله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز “تريندز”، أهمية التعاون الدولي لمواجهة التحديات التنموية المتزايدة، مشيراً إلى دور المراكز البحثية في تقديم رؤى مبتكرة لتعزيز التنمية في مختلف أنحاء العالم.

وأشار، إلى اهتمام مركز “تريندز” بدراسة قدرات النمو الصيني ودوره في تقاسم فرص التنمية مع العالم، من خلال ضمان ازدهار التجارة الدولية، وتحفيز الاستثمارات في الدول النامية.

وأشاد بالجهود التي تبذلها الحكومة الصينية لتحقيق النمو الاقتصادي المستهدف لعام 2024، وبالتمويل المستمر الذي تقدمه الوكالات التنموية الصينية لتحديث اقتصادات الدول النامية، مؤكداً تنامي شراكة الصين مع دول الخليج العربي.

من جانبه، أشاد سعادة تشانغ ييمينغ، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة، بجهود مركز “تريندز” البحثية وتعاونه مع مجموعة الصين للإعلام في العديد من المناسبات، قائلاً ” إن الصين ومنذ الإصلاح والانفتاح الصيني، تعمل على أعلى المستويات، لتعزيز ومراقبة سياسات الصين وأولويات أعمالها المستقبلية، الأمر الذي أدى إلى تسارع خطوات الإصلاح والتنمية في الصين”.

وأشار سعادته، إلى أن الصين تعمل على تسريع نمط جديد من التنمية، يعتمد على مزايا السوق المحلية واسعة النطاق مع توسيع الانفتاح الخارجي بشكلٍ مستمر، الأمر الذي أدى إلى وصول الناتج المحلي الإجمالي للصين إلى 61 تريليون يوان، بنمو سنوي قدره 5.0٪.

وأكد السفير تشانغ ييمينغ، عمق العلاقات الإماراتية الصينية، موضحاً أن الزيارة الأخيرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، ولقائه بالرئيس الصيني شي جين بينغ، شهدت تعزيزاً للعلاقات، وتوسعياً توّج بتوقيع العديد من الاتفاقيات التي تعزّز الشراكة التجارية والاقتصادية بين البلدين.

من جانبه قال شن هاي شيونغ، نائب رئيس دائرة الدعاية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ورئيس مجموعة الصين للإعلام، ورئيس التحرير لها في كلمة مماثلة “ إن جهود الإصلاح التي تبذلها الصين ضخمة وقوية على نحوٍ غير مسبوق.. فمنذ عام 2013، تمت الموافقة على أكثر من 600 وثيقة للإصلاح، وأكثر من 3000 خطة إصلاح على المستوى المركزي” مضيفاً أن الصين حافظت على مكانتها كأكبر دولة في التجارة العالمية للسلع لمدة سبع سنوات متتالية، حيث تحتل المرتبة الثانية في العالم في الاستثمار الأجنبي، كما تحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث حجم التصنيع لمدة 13 عاماً متتالية”.

وتناولت الحلقة النقاشية التي أدارتها لي تشاو، نائب رئيس تحرير المكتب الإقليمي لمجموعة الصين للإعلام في الشرق الأوسط، العديد من المحاور، التي تركز المحور الأول منها حول فرص التنمية المشتركة “مبادرة الحزام والطريق، والعلاقات التجارية، والفرص الاقتصادية بين الخليج والصين”.

وقدمت تشاو لي يان، الممثل الرئيسي للمكتب التمثيلي المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية في منطقة الخليج، عرضاً شاملاً حول مسيرة التنمية في الصين ودورها في التنمية العالمية، موضحة أن الصين تُسهم بـ18% من الاقتصاد العالمي، وأنها تسعى جاهدةً لتعزيز التعاون الدولي وتحقيق “مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية.

وناقش المحور الثاني، الصين وفرص تقاسم التنمية مع العالم، حيث قال الباحث الرئيسي في “تريندز” عبد العزيز الشحي ” إن الصين تشارك التنمية عن طريق المشاركة التجارية، حيث أصبحت أول شريك تجاري للعديد من الدول، بما فيها الدول المتنافسة معها، فهي الشريك التجاري الأول للولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والهند، موضحاً أن هناك العديد من صور التعاون البحثي بين الصين ودولة الإمارات”.

وأكد أن مشاركة التنمية مع الصين ليست مجرد فرصة؛ بل هي مسؤولية مشتركة، مشدّداً على أن الصين ليست مجرد قوة اقتصادية؛ بل هي أيضاً قوة تسعى جاهدةً لتعزيز صورتها التنموية لبناء مجتمع عالمي.

وتناول المحور الثالث، دور الإعلام في تعزيز التعاون بين الصين والإمارات، حيث أكد الدكتور حمد الكعبي، الرئيس التنفيذي لمركز الاتحاد للأخبار، دور الإعلام في تعزيز التبادلات التجارية والثقافية والشعبية بين البلدين، موضحاً أن الإعلام يؤدي دوراً مهماً في تعريف الشعوب بثقافات بعضها البعض وتعزيز التفاهم المتبادل.

وأشار الكعبي إلى أن العلاقات بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية تُجسّد نموذجاً فريداً للتعاون “الرابح – رابح”، حيث شهدت السنوات الأربعون الماضية، إنجازاتٍ هائلة على المستويات كافة، من تعزيز التبادل التجاري وصولاً إلى التعاون في مجالات حيوية مثل الطاقة والتكنولوجيا والثقافة.

أما المحور الرابع من الحلقة النقاشية، فتطرق إلى رؤية الشباب لمستقبل العلاقات الصينية العربية، حيث أكدت العنود الحوسني، رئيسة مجلس شباب “تريندز”، دور الشباب المحوري في رسم مستقبل العلاقات الصينية العربية، مشيرة إلى أن جيل الشباب يتميز بتواصله مع التقنيات الحديثة واحتكاكه بثقافات مختلفة، مما يجعله مؤهلاً بشكلٍ كبيرٍ للمساهمة في تعزيز التفاهم المتبادل بين الجانبين.

وقدمت للحلقة النقاشية واختتمتها الباحثة في “تريندز” شما أحمد القطبه، قائلة: “نحتفل اليوم بالعلاقات العميقة والمتنامية بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، التي تمتد لأكثر من أربعة عقود، وتعكس رؤية مشتركة للتقدم والابتكار والازدهار”.وام

 


تعليقات الموقع