معرض ينبض بالإثارة والتراث

الرئيسية مقالات
مريم النعيمي: كاتبة إماراتية

معرض ينبض بالإثارة والتراث

 

 

 

 

 

من أجمل المعارض التي تقام سنوياً في عاصمة الإمارات الحبيبة، أبوظبي، حيث يتميز معرض الصيد والفروسية الذي يكمل عامه 21 هذه السنة بكل فخر وازدهر وتشويق في معروضاته التي تتجدد عاماً بعد عام فهو معرض متميز شكلاً ومضموناً يقام لإحياء التراث الإماراتي وليعرف الجميع من كبار وصغار على العادات والتقاليد الراسخة، ويستقطب المعرض الجاليات الزائرة للإمارات من مختلف الجنسيات استعداداً لأجواء الشتاء، خاصة وأن الصيد يبدأ في فصل الشتاء ويعد حدثاً عالمياً ينشر عبق التراث الأصيل في المنطقة وثقافتها الذي يعد أساساً لتطورها يشهد تطوراً ملحوظاً من حيث التنظيم والإعداد وتنوع المعروضات.

وشرف المعرض صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” حيث قام بزيارة الأجنحة المشاركة الوطنية والدولية في مجال الصيد والفروسية واطلع سموه على أحدث ابتكاراتها في هذا المجال الحيوي وأكد أهمية المعرض في إحياء الموروث الإماراتي وربط الأجيال الجديدة بتاريخها وموروثها الحضاري، كما زار المعرض عدداً من الشيوخ والوزراء وكبار الشخصيات ورجال الأعمال من كافة الدول.

لا شك أن هذا المعرض يعكس اهتمام القيادة الرشيدة في صون وإحياء التراث في الدولة، والمحافظة على الموروث التراثي والثقافي المحلي وتعميق انتشاره، وتعزيز الوعي به بين مختلف فئات وشرائح المجتمع وترسيخ الثقافة التراثية في الجيل الجديد، وتعزيز الهوية الوطنية، والقيم والعادات التراثية الأصيلة، حيث افتتح المعرض الدولي للصيد والفروسية أبوابه لمحبي الصيد والقنص والتخييم حيث يمتزج الماضي بالحاضر وعلى مدى 21 عاما من النجاح المتواصل حيث ازداد عدد العارضين والزوار وزادت مساحة المعرض وهذا دليل على تطور القطاع الصناعي والمهني الخاص وإبداع شباب الوطن في إنتاج وتطوير المنتجات المتنوعة التي تهم هذه الشريحة والذي يجمع ما بين أصالة التراث وأحدث ما تقدمه تكنولوجيا اليوم، ويواصل مسيرته الناجحة في الترويج لتراث الإمارات.

ويلقى المعرض إقبالاً كبيراً من جميع الجنسيات وأصبح وجهة لكل منتجي معدات الصيد والفروسية وأصبح منافساً لأهم معارض العالم في هذا المجال، يستقطب الشركات العالمية الكبرى المعنية بسوق الصيد والفروسية في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، من خلال إبرام الصفقات والعروض الترويجية ويعد مهرجان جماهيري عائلي يحظى باهتمام كافة أفراد المجتمع من المواطنين والمقيمين والسياح على حدّ سواء، والذين يجدون في ما يُقدّمه فرصة نادرة للتعرف على التراث والعراقة الإماراتية, ويشجع العودة إلى التراث الجميل، والتعرف على الأساليب المتطورة في المحافظة على البيئة والحياة البرية بكافة أشكالها .

وتضم فعاليات المعرض أيضاً عدداً من المؤتمرات المتنوعة والسوق الشعبي المتميز، وتعد المزادات التي ينظمها المعرض من أجمل الفقرات، حيث يتنافس الجميع في إبراز أجمل ما لديه مما يثير شغف الزوار في التعرف على التقاليد الأصيلة والتراث الثقافي لدولة الإمارات، كما يجد الزائر أنواع متنوعة من سيارات الرحلات والتخييم ذات الجودة العالية بأسعار تنافسية وأغلبها تم صناعتها محلياً، إضافة إلى الفنون الشعبية والأهازيج التي تصدح في المكان وتضيف إليه مزيد من التشويق والإثارة مع رائحة القهوة العربية والحلويات الإماراتية التي تقدم للزوار مع رائحة البخور الذي تملا المكان بعبق الماضي والحاضر الجميل.

mariamalmagar@gmail.com


تعليقات الموقع