موازنة دبي وطموحات المستقبل

الرئيسية مقالات

الحديث عن دبي، سرعان ما يأخذنا إلى الحديث عن فكر قائد يمضي في ترسيخ أحد أكثر نماذج الازدهار والتنمية قوة واستدامة في العصر الحديث، وهو حديث عن عبقرية ملهمة جعلت منها عنواناً رئيسياً للتقدم والتفرد الحضاري لما تقدمه من تميز استثنائي بنهضتها ومسيرتها بفعل التفكير الإبداعي وشجاعة القرارات وجودة التخطيط وتميز الاستراتيجيات، ففيها مستحيلات تتحطم، ومعجزات تتحقق، وأحلام تتحول إلى واقع، لتثبت دائماً أنها منارة عصرها بإنجازاتها غير المسبوقة، ونموذج لمدن المستقبل التي تثري الفكر الإنساني، أيقونة في وطن المجد يدرك العالم استحالة منافستها، وتكتفي الكثير من أعرق المدن بالعمل على استنساخ ما أمكن من نموذجها، فإذا كان الحديث عن حواضن الجمال تبرز دبي، وعن روح العصر فهي دبي، وعن حكاية السباق بين الإنسان والزمن والقدرة على توظيف التقنيات الحديثة واستدامة رفع سقف التحدي دون أن يكون للطموحات حدود تكون دبي.. كل ذلك وغيره الكثير بفضل عبقرية ورؤية وفكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، الذي جعل منها تاج الحداثة وروح العصر ووجهة كل باحث عن الجديد وساع لمعرفة سر نبوغ إنسان هذه الأرض المباركة وتفوقه، فكل شيء يتم تأمينه وتسخيره لتمكينه ومضاعفة سعادته، والمضي في الارتقاء بجودة بنية المدينة وهو ما تعكسه ميزانية حكومة دبي للسنوات المالية 2025-2027، وكذلك الموازنة العامة لحكومة دبي للسنة المالية 2025، التي اعتمدها سموه، وتأتي دورة الموازنة للسنوات الثلاث لتكون الأضخم في تاريخ الإمارة، بإيرادات تبلغ 302 مليار درهم، ومصروفات 272 مليار درهم، وذلك من خلال تخصيص 46% من ميزانية العام القادم لمشاريع البنية التحتية من طرق وجسور وطاقة وشبكات تصريف المياه بالإضافة لإنشاء المطار الجديد.. و30% للصحة والتعليم والتنمية الاجتماعية والإسكان وغيرها من خدمات المجتمع، ومؤكداً سموه فاعلية نموذج دبي والثقة التامة به بالقول: “دبي تمضي للمستقبل بكل ثقة.. واستدامتها المالية راسخة وثابتة ومتطورة.. والقادم أكبر وأفضل بإذن الله تعالى”.

المستقبل للأقوياء ومن يجيدون الاستعداد له ووضع الخطط واعتماد الموارد بناء على تفكير استباقي واستشرافٍ دقيق، ودبي تمضي نحوه بكل عزيمة وتواصل تدعيم ركائزه، وهو ما تعكسه دورة الموازنة المعتمدة التي تلبي طموحات المستقبل وتركز على تعزيز النمو الاقتصادي المستدام، وترسخ مكانة الإمارة أرضاً للفرص والابتكار، ودعم مشاريع التنمية والبنية التحتية وتحفيز الاقتصاد الكلي.. وكذلك من خلال السياسات المالية وما يتم رصده وتخصيصه لكافة القطاعات وعبر كفاءة الإنفاق، وفاعلية تكامل دور القطاعين العام والخاص من خلال إطلاق محفظة بقيمة 40 مليار درهم للشراكة بينهما، وهي تدعم رؤية دبي للمستقبل فضلاً عن كونها خارطة متكاملة للتنمية الشاملة والمستدامة، ورافعة لمضاعفة ما ينعم به جميع أفرد المجتمع وفئاته وشرائحه من سعادة ورفاهية واستقرار، وذلك انطلاقاً من الرؤية الملهمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم “رعاه الله”، بأن يصبح اسم دبي عنواناً عالمياً مرادفاً للرفاه الحقيقي، في الوقت الذي تلبي فيه الموازنة متطلبات خطة دبي الاستراتيجية 2030 وأهداف أجندة دبي الاقتصادية D33.
التغيير والتطوير والتحديث الدائم والتفكير غير النمطي لتحقيق أهداف غير مسبوقة يتم العمل عليها لتصبح واقعاً ومنطلقاً نحو محطات جديدة من الإنجازات المعززة للريادة، ووضع الاعتمادات اللازمة والموارد التي تبين حجم الطموحات، سمة راسخة في مدرسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم “رعاه الله”، القيادية، والتي أصبحت رافداً للفكر التطويري العالمي برمته.. ودبي التي تعزز زخم مسيرتها وأصبحت حديث العالم وموضع اهتمامه ووجهته للحياة والعمل والاستثمار والاطلاع على عبقرية الإبداع.. خير شاهد.

سعيد بن سيف آل نهيان


تعليقات الموقع