الحوار بين مراكز الفكر والمؤسسات الأكاديمية والرسمية حيوي باعتباره أداة استراتيجية لتعزيز التعاون الدولي في مختلف المجالات

اتجاهات مستقبلية

الرئيسية مقالات
مركز تريندز للبحوث والاستشارات

اتجاهات مستقبلية
حوار بحثي برلماني لتعزيز آفاق العلاقات الخليجية-البريطانية

 

 

يبدأ مركز تريندز للبحوث والاستشارات جولة بحثية جديدة في العاصمة البريطانية لندن، وهي الجولة التي تأتي في سلسلة جولاته البحثية التي تمتد من بكين وطوكيو وسيول شرقًا، وحتى برازيليا وبوينس آيرس غربًا، ومن مونتريال وموسكو شمالًا وحتى كيب تاون جنوبًا، وهي الجولات البحثية التي تهدف للتشبيك البحثي والأكاديمي المؤسسي المستدام وواسع النطاق لتعظيم استفادة الجماعة البحثية حول العالم بجهود مراكز الفكر والأبحاث؛ لتكون رقمًا مؤثرًا في عملية دعم اتخاذ القرار عالميًا.
وتبدأ جولة تريندز البحثية في لندن من البرلمان البريطاني، حيث يعقد ندوة دولية في البرلمان البريطاني في 11 ديسمبر 2024 بعنوان “تعزيز التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي وبريطانيا: الفرص وآفاق المستقبل”، وتتناول الندوة بالرصد والتحليل والنقاشات البحثية المعمقة موضوعات تعزيز التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي وبريطانيا، واستعراض تجربة النموذج الإماراتي الناجح، وأيضًا النقاش البحثي حول الاتفاقات الإبراهيمية كنموذج للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ناهيك عن استكشاف سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، وأخيرًا فتح النقاش العلمي الرصين حول تحليل تأثير الجماعات المتطرفة، مثل جماعة الإخوان المسلمين، وعرض تجربة الشرق الأوسط، بما في ذلك الدعوات إلى إدراج الجماعة ضمن قوائم الإرهاب العالمية.
وتأتي هذه الندوة تأكيدًا على أن الحوار بين مراكز الفكر والمؤسسات الأكاديمية والرسمية حيوي باعتباره أداة استراتيجية لتعزيز التعاون الدولي في مختلف المجالات؛ إذ يعزز تبادل المعرفة والخبرات، ويسمح بتبادل الدراسات والتقارير، مما يدعم جودة الأفكار والسياسات المطروحة، ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون في معالجة القضايا المشتركة، لما يوفره من فرص لاستخدام أفضل الممارسات العالمية، من خلال استعراض تجارب أخرى في التعامل مع تحديات مشابهة، إضافة إلى الإسهام في بناء جسور التواصل الثقافي والفكري بين الدول، مما يعزز الفهم المتبادل لقضايا السياسة العامة. كما يقدم هذا الحوار فهمًا أعمق للتحديات الدولية والمحلية، ويشجع على بناء شراكات استراتيجية تدعم التنمية المستدامة وصناعة السياسات القائمة على البحث والدراسات، ويخلق بيئة إبداعية تُشجع على تطوير أفكار وسياسات جديدة تعتمد على رؤى متنوعة، ناهيك عما يوفره هذا الحوار البحثي من منصات بحثية مشتركة للتعامل مع القضايا العابرة للحدود، من خلال صياغة تصورات مشتركة حولها، كقضايا التغير المناخي والأمن السيبراني والهجرة.
ويستند هذا الحوار إلى قاعدة متينة من العلاقات الخليجية-البريطانية، إذ تتميز هذه العلاقات بتعاون وثيق في مجالات: التجارة، والأمن، والتعليم، والطاقة. ففي عام 2022، بلغ حجم التبادل التجاري بين دول الخليج والمملكة المتحدة حوالي 33 مليار جنيه إسترليني، مع استثمارات بارزة من الجانبين في قطاعات البنية التحتية والطاقة النظيفة. كما تشهد العلاقات أيضًا شراكات استراتيجية في الدفاع والأمن، تشمل برامج التعاون في مكافحة الإرهاب. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر التعليم ركيزة أساسية للتعاون، حيث تستضيف دول الخليج فروعًا لجامعات بريطانية ومراكز للثقافة البريطانية، مثل المجلس الثقافي البريطاني، الذي يقدم برامج تعليمية ومبادرات ثقافية. كما أن هناك أكثر من 100 مدرسة بريطانية تعمل في المنطقة، تقدم خدمات تعليمية لأكثر من 100 ألف طالب، معتمدة على المنهج البريطاني الذي يحظى بسمعة عالمية عالية. كما يَدرُس أكثر من 23 ألف طالب من دول الخليج في الجامعات البريطانية، علاوة على ذلك، تتعاون بريطانيا مع مجلس التعاون الخليجي لتطوير استراتيجيات مبتكرة في التكنولوجيا والابتكار، مع تركيز خاص على الطاقة المتجددة والمستدامة. وعليه؛ فإن هذا التعاون يعكس شراكة طويلة الأمد تخدم المصالح المشتركة.
في النهاية؛ إن الحوار البحثي الخليجي-البريطاني يهدف -في حقيقته- إلى تعزيز فرص التشبيك البحثي بين مراكز الفكر والرأي العام البريطاني والمؤسسات الأكاديمية والرسمية في المملكة المتحدة، ويعزز الابتكار ويخلق منصات مشتركة فعالة لحل المشكلات؛ ما يجعله ضرورة لتحقيق تنمية مستدامة، وهو ما تعبر عنه جولة تريندز البحثية في العاصمة البريطانية.


تعليقات الموقع