“وثيقة الأخوة الإنسانية” صوت الضمير العالمي

الإفتتاحية

 

 

اعتماد قادة وزعماء الأديان العالمية والتقليدية خلال المؤتمر السابع لزعماء الأديان بحضور الرئيس الكازاخي وعدد كبير من قيادات الأديان على مستوى العالم، “وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية”، يشكل موقفاً تاريخياً جديداً تقديراً لأهميتها كإنجاز غير مسبوق بهدف تحقيق السلام والاستقرار بين كافة مكونات البشرية، ولما تشكله من بوصلة لخير العالم بفضل رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، وما قدمه للبشرية لتتقدم وترتقي وتعزز التلاقي والتكاتف، إذ أن جهود سموه المباركة أثبتت قدرة استثنائية على صناعة الفارق والتأسيس لحقبة جديدة من التقارب لما أوجدته من أرضية تتسع الجميع، وما تشكله “الوثيقة” من انتصار كبير لصوت الضمير العالمي وتعزيز التعايش كمرجعية عالمية.

أهمية “وثيقة الأخوة الإنسانية” التاريخية التي رأت النور في أبوظبي عاصمة السلام في ٤ فبراير ٢٠١٩، بحضور المرجعين الأهم للمسلمين والمسيحيين في العالم فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وسارعت الأمم المتحدة لتبنيها وتخصيص “اليوم الدولي للأخوة الإنسانية” تخليداً لها واحتفاء بأهميتها.. لما تمثله من خارطة طريق نحو عالم يمد كل من فيه من مختلف الديانات اليد بالخير والمحبة والسلام، وبالتالي تجنيب البشرية مخاطر الفتن والعنصرية والتمييز والتفرقة لأي سبب، ودعم التعاون الجماعي للتعامل مع التحديات.

القيم الإنسانية تحتاج إلى روح المبادرة الخلاقة التي ترفد التوجهات النبيلة وتمدها بمزيد من الزخم لتشكل رافعة لكل مؤمن بالتلاقي والانفتاح، وهو ما أكدته دولة الإمارات في مؤتمر زعماء الأديان مبينة سعيها الدائم لتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي والوسطية الدينية وحرية العقيدة والأخوة الإنسانية، وبرؤية قيادتها قدمت النموذج الأكثر تقدماً وفائدة ابتداء من مجتمعها المحلي المتعدد عبر احتضان أكثر من 200 جنسية يقدمون أروع صور الحياة القائمة على المحبة والترابط، ووصولاً إلى إنجازاتها على الساحة الدولية بقدرتها على صناعة السلام وإنهاء الصراعات والنزاعات، وتاريخها حافل بالكثير من الإنجازات التي تواكب رحلة البشرية في البحث الدائم عن الأفضل.

قادة وزعماء الأديان حول العالم يحملون أمانة كبرى من خلال دورهم الحضاري الواجب استناداً إلى الرسالات السماوية ونشر الأمل من منطلق إنساني يتكاتف فيه الجميع تجاه كل ظرف على غرار ما سببته جائحة “كوفيد19″، فالتقارب دافع قوي لتحقيق التطلعات، وهو ما تعمل عليه دولة الإمارات عبر رسالتها الحضارية المتمثلة بالمحبة والسلام وتأكيد أهميتها ليعم الخير والاستقرار في العالم.


تعليقات الموقع