بكلمات تاريخية شديدة الدلالة والتعبير، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، المعلم الأول، خلال استقبال سموه وفداً من المعلمين والعاملين في مختلف القطاعات التعليمية في الدولة بمناسبة “اليوم العالمي للمعلم”، عِظم المسؤولية التاريخية التي يحملها المعلمون ومدى قدرتهم على التأثير الإيجابي والفعال، مبيناً أهمية دورهم ومسؤوليتهم في تنشئة الأجيال وتوعيتها وتوجيهها خاصة في المراحل الدراسية والعمرية الأولى ومشدداً على واجب المعلم في تحصينهم من الأفكار المتطرفة والمضللة لما تشكله من خطر على مستقبلهم وتهديد بخسارة بلدانهم لطاقاتهم، حيث أن المعلمين قدوة للأجيال وعليهم تقع أمانة توجيههم في أدق مراحل حياتهم والتي ستؤسس لبناء شخصياتهم وتفكيرهم وهو ما بينه سموه بالقول: ” أنتم تتعاملون مع أولادنا في أخطر مراحل حياتهم ولذلك مهم أن يدرك المعلم أن أي كلمة يقولها أو تصرف يفعله يشكل عقولهم وأفكارهم ومصيرهم كله”.
المعلم مصدر للإيجابية ويجب أن يكون قادراً على استخراج كافة الطاقات الخلاقة والإبداعية وتوجيهها لخدمة المجتمع، ولنا أن نتصور أهمية هذا الدور في وطن جعل التعليم النوعي وفق أعلى المعايير خياره ورهانه الرئيسي كما أكد صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، مبيناً أن العقدين القادمين سوف يكونان حاسمين من خلال التعليم لتقدم الأمم أو تأخرها عن ركب الحضارة، وهو ما عبر عنه سموه بالقول: “إن الدول التي تبني وتؤسس قاعدة متينة وراسخة للتعليم النوعي تضمن مستقبلها وأمانها من خلال إعداد وتأهيل أجيال واعية حكيمة تفكر في الاتجاه الصحيح وتخطط لمستقبلها وتحمل راية أوطانها”.
المعلمون بناة الإنسان وصناع الأجيال والمؤتمنون على رسالة لها من الأهمية والقدسية ما يتوقف عليها مستقبل الأوطان، منهم يبزغ نور الطريق وبجهودهم يكون الغرس مباركاً فهم من يؤسسون النشء على القيم والوطنية والإيجابية، وهم روح النهضة وأساسها والأمناء على فلذات الأكباد أهم وأغلى الثروات ومن تعدهم الأوطان ليكونوا صناع المستقبل المشرق، وبفضلهم تقوم الحضارات وتنهض الأمم، وهو ما عبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، مبيناً أهمية دورهم وعظيم فضلهم بالقول: “لولاهم لم نكتب حروف حياتنا .. ولولاهم لم تنهض بالعلوم دولنا .. ولولاهم لم تعرف أجيالنا الخير من الشر والحق من الخطأ .. شكراً لجميع المعلمين والمعلمات .. شكراً لأصحاب أنبل رسالة وأعظم مهمة وطنية “.
الإمارات ماضية في ترسيخ دور المعلم وتنمية قدراته لأداء مسؤوليته على الوجه الأكمل بروح إبداعية وابتكارية تواكب العصر ضمن استراتيجيات تحرص على استدامة تطوير المنظومة التعليمية بجميع مكوناتها، خاصة أن كفاءة ومهارات وتمكين المعلمين تشكل عملية إثراء شديدة الفاعلية للرأسمال البشري.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.