أمن الغذاء العالمي برؤية الإمارات

الإفتتاحية

 

 

في الوقت الذي يتم الاحتفال فيه بـ”اليوم العالمي للغذاء” في 16 أكتوبر كل عام، فإن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، تحرص على أن تكون مساهماتها الفاعلة والمتنوعة على مدار العام، وأصبحت من خلالها نموذجاً ومرجعاً عالمياً للتعامل مع ما يشكله التحدي الغذائي من أولوية لجميع الدول، فهي لا تقتصر على تقديم الدعم الإغاثي عبر الاستجابة الإنسانية المتزايدة فقط، بل من خلال قرع جرس الإنذار بهدف التعامل بأكبر جدية ممكنة مع ملف الأمن الغذائي العالمي على وقع الكثير من التحديات سواء بفعل الأزمات والخلافات والصراعات وتأثيرها على الإنتاج وسلاسل الإمداد، أو جراء التغير المناخي وانعكاساته على البيئة وقطاع الغذاء والموارد بشكل عام، وكذلك من خلال تأكيد أهمية اعتماد خطط وآليات واستراتيجيات حديثة تنتهج العلم والأبحاث والتكنولوجيا المتقدمة بديلاً عن الأنماط التقليدية التي عهدتها البشرية لتكون كفيلة بتأمين الاحتياجات واستدامة الموارد مع تزايد الطلب حول العالم جراء الزيادة السكانية، إذ أنه من المرجح أن يبلغ عدد سكان العالم أكثر من 9 مليارات نسمة بحلول العام 2050، بالإضافة إلى أوضاع الكثير من المجتمعات التي يخيم فوقها شبح الجوع وضاعف من قسوتها الجفاف وتداعيات “كورونا” وانعدام موارد الطاقة والقدرة على الإنتاج والتي أدت بدورها إلى موجة غلاء فوق طاقة الكثير من المجتمعات على تأمينها، ويكفي للدلالة على ذلك ووفقاً للأمم المتحدة أنه يوجد أكثر من 828 مليون جائع حول العالم بما يعكس الهوة العميقة بين الواقع والهدف الطموح الذي كان يتم العمل عليه ويتمثل بالقضاء على الجوع وسوء التغذية بحلول العام 2030.

في إنجاز إنساني مشرف يعكس عزيمة الخير في دولة الإمارات، وقدرتها المتفردة على صناعة الفارق في حياة المجتمعات المستهدفة بالدعم وإحداث التغيير الإيجابي في حياة المستهدفين، تتواصل جهود الخير الذي يشكل رسالة تضامن ومحبة إلى جميع المحتاجين عبر مبادرات مستدامة واستجابة متعاظمة تضع في الاعتبار مصلحة الإنسان فوق كل اعتبار.. تواصل حملة “المليار وجبة” جهودها الإغاثية في 4 قارات من خلال التركيز على المجتمعات الأقل حظاً والأكثر احتياجاً.

تدرك دولة الإمارات أهمية الشراكات الإنسانية الهادفة للتعامل مع ملف الأمن الغذائي عالمياً وأهمية  تحقيق السلام والاستقرار كبيئة خصبة للحد من قسوة الظروف العالمية وإيجاد أوضاع أكثر فاعلية لتأمين الاحتياجات والحد من المعاناة الإنسانية عبر إنهاء الكثير من أسبابها، وبهذه الجهود تثبت الإمارات دائماً أنها منارة للأمل ودورها أساسي لتجاوز الصعاب والتحديات.


تعليقات الموقع