استجابة متعاظمة في ميادين العطاء

الإفتتاحية

 

 

المسؤولية الإنسانية العالمية التي تعبر عنها دولة الإمارات في ظل قيادتها الرشيدة تجاه جميع المجتمعات، هي رسائل مؤازرة ومحبة وتأكيداً للتآخي الإنساني في النهج النبيل الذي يعكس مدى تجذر القيم الأصيلة وأهميتها كجسور تلاق مع مختلف الأمم والشعوب ولتعميق العلاقات معها، وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، يشكل تدشين هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، المرحلة الأولى من الوحدات السكنية التي أنشأتها لصالح المتضررين من الفيضانات في ولاية “بهانج” الماليزية، والتي تتكون في مجملها من 123 وحدة سكنية بمرافقها الخدمية، بحضور جلالة السلطان عبد الله رعاية الدين المصطفى بالله شاه ملك ماليزيا، جانباً من العلاقات القائمة على القيم والمحبة والمشاعر الإنسانية النبيلة وتأكيداً لعمق العلاقات بين الدولتين والشعبين الصديقين.

الخير توجه عظيم لصالح الإنسانية بجميع مكوناتها، وفي وطننا يعبر عن عزيمة لا تلين وتصميم لا يعرف الحدود على إحداث التغيير الإيجابي في حياة المستهدفين والحد من المعاناة الإنسانية الناجمة عن مختلف التحديات وتأمين مقومات الحياة الأساسية ونشر الأمل والثقة بأن كل محتاج سيجد بمواقف الإمارات الإنسانية يداً حانية لإنهاء الأوضاع الصعبة وتأمين كافة الاحتياجات اللازمة لمستحقي الدعم الإغاثي والتنموي، وهو ما يعكس أحد أوجه هويتنا الوطنية التي نفاخر بها العالم وما حققته من إنجازات في حقول العطاء وميادين التجاوب والمبادرة الفاعلة القادرة على إحداث نقلات كبرى نحو الأفضل في حياة المجتمعات المستهدفة بالدعم.

الإنجاز المشرف الذي قامت به هيئة الهلال الأحمر الإماراتي إحدى الأذرع الإنسانية للدولة، محطة ضمن مسيرة لا تعرف الحدود ولا التردد مهما بلغ عدد المحتاجين أو أماكن تواجدهم، فالسعي المبارك والحثيث بتوجيهات القيادة الرشيدة يعطي زخماً وفاعلية لكافة المساعي التي تضع الإنسان وحياته ومصلحته في صلب المبادرات الإنسانية التي طالما أثبتت أنها أقوى من التحديات وأكدت قدرات رائدة ومتفردة جعلت الإمارات تتصدر هرم المانحين الدوليين في الدعم سواء أكان إغاثياً وعبر المساعدات العاجلة أو تنموياً بحيث يشكل رافعة لجهود المجتمعات في الوصول إلى مستويات معيشية أفضل وتمكينها من الاعتماد على نفسها.

الإنسانية مسؤولية كبرى يحملها الشجعان بمشاعرهم وقيمهم وخصالهم ومبادراتهم، وفي وطننا منهاج حياة متأصل في النفوس ويميز المجتمع النبيل الذي تشكل القيم عنواناً رئيسياً لحياته وما يتمتع به من صفات كريمة، وفي ظل القيادة الرشيدة فإن التاريخ الإنساني المبهر الذي خطته بمواقف قل نظيرها حول العالم أثبت قدرة استثنائية على مواجهة التحديات في سبيل حياة أفضل للإنسان في كل مكان.


تعليقات الموقع