روابط التاريخ والحاضر والمستقبل بين دولتي الإمارات وعُمان الشقيقتين ومسيرة “القلب الواحد” تعكس وحدة المسار والمصير وتتجسد فيها قوة العلاقات الأخوية المستندة إلى أسس صلبة لا يزيدها الزمن إلا قوة ومحبة وتكاتفاً، ومشاركتنا للأشقاء احتفالاتهم باليوم الوطني الـ52، هو احتفاء بأصالة الماضي المجيد وجذوره الضاربة عميقاً وتأكيداً لعزيمة لا تلين على مواصلة المسيرة الحضارية والتنمية الشاملة نحو غد الأجيال، فكل فرح في أي من الدولتين يتشاركه الجانبان وكل إنجاز إضافة مهمة للتطلعات في الازدهار والتقدم والتطور برؤى عصرية وتجسيد لحرص راسخ تعبر عنه القيادتان الرشيدتان في البلدين عبر تأكيد خصوصية التكامل الأخوي بينهما والتنسيق لخدمة المصالح المشتركة ومواصلة البناء على عقود طويلة من التفاهم والتعاون الأخوي وكانت زيارة الدولة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، إلى سلطنة عمان الشقيقة، وما تخللها من محادثات أخوية مع صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد سلطان عمان، في سبتمبر الماضي، محطة بارزة للمضي قدماً في إعطاء الدعم التام لتعزيز التعاون والتكامل والتضامن الأخوي نحو محطات لا تعرف الحدود.
العلاقات تكتسب أهميتها التاريخية بفضل جهود القائد المؤسس الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، والسلطان قابوس بن سعيد “رحمه الله”، التي جعلتها نموذجاً مشرفاً لما يجب أن تكون عليه بين الأشقاء من خلال ما يجمع الشعبين من وشائج القربى والمحبة والعادات والتقاليد والقيم والرؤى المتطابقة نحو مستقبل واعد ومبهر في نجاحاته ومكتسباته بناء على ما ينعم به البلدان من نهضة شاملة وشراكة استراتيجية شاملة تزداد ديناميكية في مختلف المجالات، والتي يمكن الاستدلال عليها بكل وضوح من خلال كون دولة الإمارات الشريك التجاري الأكبر لسلطنة عمان وارتفاع التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين لأكثر من 46 مليار درهم في العام الماضي بنمو 9% عن العام 2020 وغير ذلك الكثير مما يبين عملاً متواصلاً لاستدامة تنمية التعاون والعلاقات نحو مراحل أرحب وأوسع.
الإمارات وعُمان من خلال رؤية قيادتي البلدين وما تتسم به سياستهما من حكمة وواقعية وعلاقات تقوم على الاحترام المتبادل مع مختلف الدول تشكل نموذجاً متقدماً تنعكس نتائجه الإيجابية على المستويين الإقليمي والدولي وتؤكد قوة الإرادة على مواصلة التطوير والمسيرة يداً بيد، وفي اليوم الوطني لعمان نعبر عن اعتزانا بمسيرتها وتقدمها وعزيمتها ونشاركها بكل محبة واعتزاز التعبير عن أهمية المناسبة انطلاقاً من الروابط الأخوية الراسخة.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.