الخليج العربي صمام أمان العالم
تثبت دول الخليج العربي فاعليتها الاستراتيجية المؤثرة على امتداد الساحة الدولية كشريك رئيسي في حفظ الأمن والاستقرار العالمي بما تحرص عليه من علاقات بناءة مع مختلف القوى وتعاون يقوم على الاحترام والانفتاح والعمل المشترك لتحقيق مصالح جميع الأطراف من خلال التعاون الجماعي المبني على أسس قوية ونهج راسخ يجعل منها صمام الأمان ووجهة الأمل لتجاوز الكثير من الأزمات التي يعاني منها المجتمع الدولي في الوقت الذي يتسم العصر الحالي فيه بأنه زمن التحولات، والبيت الخليجي يثبت دائماً أنه قادر على القيام بدور إيجابي عبر تقريب وجهات النظر والحد من التوترات والدعوة إلى إنجاز حلول سياسية تكون كفيلة بوضع حد للكثير من الأزمات حول العالم، وخاصة ما تقوم به دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية الشقيقة من جهود تشكل مصدراً للأمل، ولاشك أن نجاح الوساطة المشتركة التي قادها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية بشأن الإفراج وتبادل مسجونين بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية يشكل تأكيداً تاماً على التوازنات الدقيقة المثمرة التي يمكن القيام بها بفضل رؤية قيادتي الدولتين لتعزيز الاستقرار العالمي، وهو ما ثمنته واشنطن وقدمت شكرها لدولة الإمارات لدورها في الإنجاز المحقق.
كما أن ما تم تأكيده خلال أعمال الدورة الــ 43 لقمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من المضي في تعزيز التعاون والتكامل والتنسيق والمواقف المشرفة من مختلف القضايا وإدانة استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية “طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى” ودعم حق سيادة الإمارات عليها يؤكد الثوابت التاريخية والنهج الذي يتم العمل عليه لخير المنطقة والعالم.
كذلك تشكل العلاقات الخليجية والعربية مع الصين الصديقة نموذجاً متقدماً للتعاون الدولي وتشكل القمتان اللتان تخللتا زيارة فخامة شي جين بينج رئيس جمهورية الصين الشعبية إلى السعودية وهما القمة “الخليجية ـ الصينية للتعاون والتنمية” و”العربية ـ الصينية للتعاون والتنمية ” والتي ترأس صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة وفد الدولة فيهما، تأكيداً للدور الخليجي والعربي الفاعل والهام على المستويين الإقليمي والدولي في ظل عالم يموج بالتحولات والمتغيرات والأزمات والتحديات التي يتطلب التعامل معها تفاهمات وتنسيق مشترك وهو ما تعمل عليه دول الخليج العربي بكل تأن وجدية وتؤكد نجاحها في التعامل مع مختلف الاحتياجات.
العالم يسعى لتعزيز التعاون والشراكات مع دول الخليج العربي تأكيداً لثقته التامة بقدراتها ونهجها وتوجهاتها وتنافسيتها ومساعيها الإنسانية وما تقدمه من صورة حضارية ومشرفة من خلال نوعية العلاقات التي تعمل عليها وجسور التعاون التي تمدها وتثبت أنها محور التوازن الأساسي لحفظ الأمن والاستقرار على الساحة الدولية بفضل دورها الفاعل على الصعد كافة السياسية والاقتصادية والدبلوماسية.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.