خلال ندوة ثقافية لمعالي محمد المر

“مجلس حنيف حسن القاسم” يناقش مقومات السياحة الثقافية في الإمارات

الإمارات

 

 

 

 

 

دبي – الوطن:

 

نظّم مجلس حنيف حسن القاسم الثقافي، ندوة حملت عنوان ” السياحة الثقافية: المحتوى الثقافي للرحلات”، بمشاركة معالي محمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم. حيث قدّم الضيف سرداً لتجاربه ورحلاته الشخصية، ومنظوره للسياحة الثقافية في دولة الإمارات.

واستعرض المر أسس تشكيل الذائقة الفنية والمخزون الثقافي للإنسان بدءً من التربية الأسرية والمدرسية، حيث تلعب الأسرة دورياً حيوياً في تحفيز فضول الطفل لاكتشاف الثقافات والحضارات الأخرى، في حين تسهم المدرسة في تغذيته بالمعلومة والمعرفة اللازمة.

وفي سياق حديثه عن السياحة الثقافية، أكد المر على كونها صناعة معنية بتنوير الناس حول تاريخ الحضارات والوجهات التاريخية في دول العالم. مشيراً إلى وجود 3 مستويات من السياحة الثقافية في الدول المتقدمة، تبدأ بسياحة النخبة من المثقفين ذوي المخزون الفكري ممن يحملوا كنزاً معرفياً مبني على قراءات ومقارنات وتحضيرات تسبق زياراتهم للمتاحف، والدول المختارة. ويليهم المستوى الثاني من السياح من طبقة المتوسطة، وهم العائلات من ذوي التعليم العالي والمهن المرموقة في المجتمعات كالمهندسين ورجال الأعمال والأطباء ومن في حكمهم، حيث تستمتع هذه الفئات بحكم خلفيتها التعليمية ومستواها الاقتصادي المقتدر باكتشاف الوجهات الثقافية، وتخصّص أياماً ذات صبغة ثقافية ضمن جدولها السياحي المعتاد. أما المستوى الثالث من السياحة الثقافية، فهم الفئة الأقل تذوقا للفن والثقافة، حيث يمثلون الأفواج السياحية التجارية والتي ترتاد المتاحف أو المكتبات بشكل عابر، وكجزء من جدول سياحي جماعي ومكتظ بالأنشطة الأخرى.

 

وألمح المر إلى تراجع السياحة الثقافية في وطننا العربي مقارنة بالواقع العالمي، وعزا ذلك إلى غياب الفضول الثقافي لدى شعوبنا إلا ما ندر، حيث تغلب لدينا دوافع السفر لأغراض العمل أو السياحة الترفيهية والعلاجية. وأضاف المر أسباباً أخرى كضعف معرفتنا كشعوب عربية بثقافات بلداننا وما تحمله من كنوز موروثة، فضلاً عن عدم الاستثمار الكافي في هذا القطاع، أو اعتباره صناعة مجزية ورديفة للاقتصاد.

وأشار المر إلى توسع دولة الإمارات في بناء البنية التحية الثقافية من خلال الاستثمار في ما يسمى بالاقتصاد الإبداعي، والتي يمكن تلمس نتائجها في الرؤى والاستراتيجيات، والفعاليات الكبرى كإكسبو دبي، والمكتبات أو معارض الكتاب، فضلاً عن المتاحف، والمهرجانات أو الجوائز التي تحتضنها مختلف إمارات الدولة. أما الخطوة القادمة والمأمولة ينبغي أن تصب في صناعة الشخصية الثقافية التي تهتم بهذه المرافق والمبادرات، إلى جانب الترويج لها كمنتجات ثقافية تستحق أن تدرج في جدول كل سائح لأرض الدولة.

وشهدت الندوة مشاركة جمع من رجالات الدولة والمسؤولين، بحضور كل من معالي عبدالله المزروعي، ومعالي سعيد الرقباني، ومعالي الدكتور راشد بن فهد، وسعادة السفير يوسف الصابري، وسعادة السفير بلال البدور، وسعادة قاسم سلطان، وسعادة الدكتور أحمد بالحصا، ولفيف من المهتمين في الشأن الثقافي.


تعليقات الموقع